نصر الله : المشروع الحقیقی لأمریکا هو تقسیم المنطقة و«داعش» هو الوسیلة

اکد الأمین العام لحزب الله السید حسن نصر الله ان المشروع الحقیقی للأمریکان بالمنطقة هو التقسیم من العراق الى سوریا و حتى السعودیة ، وهو ما تعمل علیه أمریکا و «إسرائیل» و قوى إقلیمیة ، و هی تستخدم داعش لتقسیم المنطقة وإسقاط أنظمة ورسم خرائط جدیدة .

وافاد موقع الحج بأن السید نصر الله بدأ کلمته فی مهرجان ذکرى الانتصار ، الذی أقامه حزب الله مساء الیوم الجمعة فی وادی الحجیر جنوب لبنان تحت شعار "نصرکم دائم" ، بمناسبة الذکرى التاسعة لإنتصار تموز 2006 فقال فی مستهلها : ارحب بحضورکم فی هذا الوادی المبارک ، واتوجه باسمکم بالتعزیة و المواساة لشعبنا فی العراق على ما یحل به خصوصا ما جرى بالامس عندما ارتکبت داعش مجزرة مهولة فی مدینة الصدر . ووجه السید نصر الله التحیة للمقاومین الابطال الذی قاتلوا حتى اخر قطرة دم فی حرب تموز وما زالوا، والى عوائل الشهداء والجرحى ، واضاف : امام حجم التضحیات ومواکب الشهداء التی ما زالت تتوالى وامام مواقف عوائل الشهداء وعظمتهم واخلاصهم وأمام آلام الجرحى استطیع ان اقول ان اللسان عاجز عن الکلام فأستبدل الکلام بتقبیل ید عوائل الشهداء وکل المضحین الذین ببرکة تضحیاتهم کانت وستبقى هذه الانتصارات وسیبقى نصرکم دائما . وقال سماحته ادعو الى تثبیت یوم 14 آب یوماً للنصر الالهی فی حرب تموز لأنه الیوم الذی توقف فیه العدوان و فشل العدو فی تحقیق اهدافه والیوم الذی عاد فیه اهلنا الاوفیاء من الاماکن التی هجروا الیها بکل ثقة ویقین واطمئنان دون خوف لأنهم امنوا بمعادلة الردع، وکانت عودة اهلنا اقوى رد شعبی وسیاسی واعلامی ومیدانی وجهادی على العدوان وکانت عودتهم تعبیرا بلیغا عن تمسکهم بأرض الآباء والاجداد مهما کانت التضحیات ویوما للنصر الالهی لأنه کذلک بحق، لنثبت من خلال هذا العنوان السیاسی والاعلامی ما نؤمن به اننا فی الرابع عشر من اب کنا امام نصر الهی اعطاه الله لنا جمیعا. و تابع سماحته یمثل الصمود الاسطوری لجیشنا و شعبنا ومقاومتنا قمة الالتزام، فی مواجهة تلک الحرب تکامل الصمود العسکری مع الصمود الشعبی مع الصمود السیاسی فی مواجهة المشاریع المشبوهة واملاء الشروط و التهدید و الوعید ، بالرغم من الانقسامات السیاسیة. واشار سید المقاومة الى معرکة وادی الحجیر فقال ان من اهم المحطات الحاسمة جدا فی حرب تموز معرکة وادی الحجیر التی کانت حاسمة فی انهاء الحرب وایقاف العدوان واذلال العدو ، واسقطت کل خططه العسکریة ولم یبق امامه سوى الانسحاب السریع الى الحدود. وقال نصر الله ان العدو کان بحاجة الى هذه الخطوة (التقدم البری) حتى لا یخرج بهزیمة کاملة ولیفرض شروطه على لبنان واللبنانیین وکان یرید ان یفاوض على عودة الناس وعلى نزع سلاح المقاومة جنوب اللیطانی. وتابع سماحته : هنا فی وادی الحجیر والتلال المحیطة بالوادی کانت المواجهة البطولیة ودمرت عشرات الدبابات وقتل عشرات الضباط والجنود وشعروا بالجحیم وجهنم من تحت ارجلهم وفق رؤوسهم وتهاوت دبابة المیرکافا .. هنا تحطمت اسطورة المیرکافا وجیشها الذی لا یقهر وهناک کان الرجال اصلب من الجبال. من وادی الحجیر سقط مشروع احتلال جنوب اللیطانی وانقلب السحر على الساحر ارادو علوا فانزلهم الله وارادوا عزا فاذلهم الله . و أکد الأمین العام لحزب الله أنه فی مقابل إسراتیجیة "الإقتحام البری" التی یطرحها العدو .. نحن نطرح إستراتیجیة "وادی الحجیر" ، متوعداً العدو الصهیونی بأن تکون "کل بقعة فی أرضنا حفرة محصنة تدمر دباباتکم ومدرعاتکم وتقتل جنودکم وضباطکم وتهزم جیشکم" . ورأى السید نصرالله أن معرکة وادی الحجیر کانت حاسمة فی حرب تموز، معتبراً أن الصمود الاسطوری لمقاومتنا وجیشنا وشعبنا فی حرب تموز مثّل قمة الالتزام بمواجهة العدو . وبیّن سماحته أن «اسرائیل» قامت آنذاک بأضخم انزال جوی فی الحجیر خلال حرب تموز لأنه کان بحاجة الى انجاز نوعی وهذا ما لم یحصل، مشدداً على أن المقاومة أذلت العدو وأسقطت کل خططه العسکریة. وأشار السید نصر الله إلى أن العدو قام بالإنزال الجوی فی الحجیر من أجل فرض شروطه من خلال المفاوضة على عودة الناس ونزع سلاح المقاومة وکان یرید احتلال جنوب اللیطانی لکی تکون یده العلیا ولکن فی وادی الحجیر وفی هذه التلال والبلدات المحیطة بالوادی کانت المواجهة البطولیة ودمرت عشرات الدبابات وقتل عشرات الجنود من قوات النخبة وهنا شعروا بالجحیم وجهنم وتهاوت دبابة المیرکافا فکانت مقبرة الدبابات وکانت محطة الحاق الهزیمة وهنا تحطمت اسطورة الجیش الذی لا یقهر وهنا کان الرجال الرجال اقوى من الجبال وصنعوا هذه المرحلة، مذکراً بأن العدو لم یستطع الوصول الى وادی الحجیر لا بالدبابة ولا بالطائرة ولا بالجنود . وجزم السید نصرالله أن هناک تسلیم «اسرائیلی» بأن سلاح الجو لم یعد یحسم المعرکة وأن النار والدمار والقتل والمجازر وتهجیر الناس لا یلحق بهم الهزیمة اذا کان لدیهم الایمان وارادة الصمود والمقاومة وهذا ما تم تأکیده فی غزة ولبنان والیمن . وحذّر السید نصرالله من أن بلدنا مهدد فی وجوده فی سیادته فی أمنه وبقائه ونحن ندعو الى الوحدة والترفع عن الخلافات مقابل هذا التهدید الوجودی، مشدداً على أن اللبنانیین قادرون على الصمود فی وجه أقوى الجیوش وقادرون على حمایة لبنان . وجدّد السید نصر الله وقوف حزب الله إلى جانب الشعب الفلسطینی ومقاومته فی وجه الاحتلال، داعیاً إلى التنبه من سعی العدو لتهوید القدس . و حول مشاریع التقسیم فی المنطقة ، قال الأمین العام لحزب الله إن المشروع الأمیرکی الحقیقی هو تقسیم المنطقة من العراق إلى سوریا وحتى السعودیة ، مؤکداً ضرورة "رفض تقسیم المقسم وتجزئة المجزأ" . کما شدد السید نصر الله على أن "لا صحة أبداً لما یشاع عن سعینا لتقسیم سوریا ، ونحن نقاتل لبقائها واحدة" . و اتهم السید نصر الله أمریکا و حلفاءها بإستخدام "داعش" لتقسیم المنطقة و فرض خرائطهم ، سواء کانت تعلم "داعش" او لا تعلم ، مشیراً إلى أنها لا ترید ان تضرب "داعش" الان بل ترید توظفیها فی سوریا کما فی العراق" . و أضاف سماحته أن "داعش" یراد له أن یستخدم فی سوریا من أجل إسقاط النظام السوری و القول إن النظام عاجز عن مواجهة "داعش" وأن المعارضة اذا استلمت السلطة ستحصل على الدعم لمحاربة "داعش" ، سائلاً فی السیاق ذاته : أین هی العقود الموقعة بین أمیرکا والعراق لا تنفذ؟" . و لفت السید نصر الله إلى أن الجیش السوری والشعب السوری منذ 5 سنوات یقاتل فی الحسکة ودیر الزور ودمشق وحمص وکل الاماکن من أجل بقاء سوریا موحدة ورفض الخضوع للتقسیم . وفی الشأن اللبنانی ، رأى الأمین العام لحزب الله أننا یجب أن نقتنع جمیعاً بقیام الدولة التی یتشارک بها جمیع مکونات هذا الشعب وهذا الوطن، مطالباً بإنهاء التعاطی السیاسی على أساس الطائفة القائدة فلیس فی لبنان شیء یسیر على اساس الطائفة القائدة أو عقلیة الحزب او التنظیم او التیار القائد للدولة . وکان الموقف الأبرز إعلانالسید نصر الله رفض کسر أو عزل رئیس التیار الوطنی الحر العماد میشال عون ، مؤکداً الوقوف إلى جانبه وأن کل الخیارات مفتوحة فی هذا المجال ، ملمحاً إلى أن من بینها النزول معه إلى الشارع. وقال السید نصر الله : "نحن فی لبنان لا یمکن أن نقبل أن یکسر أو یعزل أی من حلفائنا وخصوصاً من وقف معنا فی حرب تموز" ، مشدداً على أن "العماد عون ممر إلزامی إلى الانتخابات الرئاسیة ولکی تعود الحکومة فاعلة" . و اکد الأمین العام لحزب الله وجوب "إنهاء التفکیر بقاعدة الطائفة القائدة" مضیفاً أن "اللبنانیین الیوم متساوون بالإحساس بالخوف و الغبن والدولة هی الضمانة والحل ولیس التقسیم" وقال إن "الحل فی لبنان هو بقیام دولة شراکة حقیقیة تعطی الضمانة والثقة والاطمئنان للجمیع". کما اکد السید نصر الله أن اللبنانیین قادرون على الصمود و إسقاط المشاریع من خلال معادلة الجیش والشعب والمقاومة ، داعیاً إلى "الوحدة والترفع عن الصراعات فی مواجهة التهدید الوجودی" قائلاً فی هذا السیاق "ذا کنا منقسمین وانتصرنا فکیف لو توحدنا فی مواجهة التهدیدات الارهابیة و«الاسرائیلیة»" . وشدد السید نصر الله على أن المقاومة متواصلة وهی صنعت فی حرب تموز الانتصارات وغیرت المعادلات وأسقطت مشاریع الهیمنة . وفی موضوع المقاومة، وجّه سماحته التحیة لکل المجاهدین المقاومین الابطال الذین قاتلوا حتى اخر قطرة دم فی حرب تموز وما زالوا یلبون النداء ویصنعون المعجزات ویرفعون ایات النصر فی کل معرکة خاضوها، قائلاً: "استبدل الکلام بتقبیل ایدی عوائل الشهداء والجرحى والمجاهدین وکل المضحین الذین بفضل تضحیاتهم کانت هذه الانتصارات وما زالت هذه الانتصارات وستبقى" . وحول الیمن قال الأمین العام لحزب الله "ما دامت هناک إرادة وصمود لدى الیمنیین لا یمکن للعدوان السعودی الأمیرکی أن یحقق أهدافه" . وجدّد السید نصرالله استنکاره لاستباحة العدوان السعودی الامیرکی للیمن، مشیراً إلى أن کل ما استفید من عبر فی حروب المنطقة حاضر فی الیمن وما دام هناک ارادة وصمود لا یمکن لهذا العدوان ان ینتصر او یحقق اهدافه، لافتاً إلى أنهم فی الیمن یتحالفون مع "القاعدة" و"داعش" ضد الشعب الیمنی وامیرکا وادواتها فی المنطقة ویوظفون الارهاب فی المنطقة لمصالحهم والهدف هو تقسیم المنطقة وتقسیم حتى السعودیة ، مؤکداً أن استراتیجیة المقاومة هی استراتیجیة وادی الحجیر حیث تحطمت أسطورة المیرکافا والجیش الذی لا یقهر. المصدر: المنار