الامام الخامنئی : لن ندعم أبداً سیاسات أمریکا بشأن سوریا والعراق واستمرار العقوبات یدفع الى انهیار الاتفاق النووی

وافاد موقع الحج بأن القائد الخامنئی اعلن ذلک لدی استقباله الیوم رئیس و اعضاء مجلس خبراء القیادة ، و قال : یبنغی عدم الانخداع بابتسامات العدو او تماشیه القصیر الامد مؤکدا ان علی المسؤولین ان یردوا بشکل رسمی علی التصریحات السیئة للغایة للسلطات الامریکیة . واعتبر الامام الخامنئی ، مجلس خبراء القیادة بانه یشکل المظهر الکامل للسیادة الشعبیة الاسلامیة ومبعث السکینة والاستقرار فی المجتمع داعیا المسؤولین الی التحرک والجهد فی اطار المنظومة الفکریة الاسلامیة والانتباه لعدم مسایرة ادبیات وکلیشیهات نظام الهیمنة . و قال القائد الخامنئی ان اهم واجب یقع علی عاتق علماء الدین والمثقفین الاکادیمیین والمسؤولین هو ابداء الحساسیة تجاه مخططات العدو والتعرف علیها وکذلک شرح المستقبل الباعث علی الامل والتقدم للبلاد فی اطار مؤشرات ومواصفات المنظومة الفکریة للاسلام وفی ظل الافادة من قابلیات وقدرات الشبان والطاقات الهائلة للبلاد . واشار سماحته الی المحاولات الواسعة والدعایة الهائلة التی تمارسها جبهة الاستکبار لفرض ادبیاتها ومفرداتها المختلقة علی المسؤولین وصناع القرار فی البلدان وقال ان مفاهیم مثل الارهاب وحقوق الانسان تحمل معان خاصة فی ادبیات نظام الهیمنة وفی هذه الادبیات فان الهجمات التی المستمرة لستة أشهر بلا توقف علی الشعب الیمنی وقتل الاهالی الابریاء فی غزة لیست ارهابا کما ان قمع الشعب البحرینی بسبب المطالبة بحق التصویت لا یعد انتهاکا لحقوق الانسان ! واضاف الامام الخامنئی ان الدفاع المشروع للمقاومة فی لبنان وفلسطین یعد فی ادبیات نظام الهیمنة ارهابا ، لکن اجراءات الدول المستبدة والقریبة الی امریکا فی المنطقة لا تنافی حقوق الانسان ! واضاف ایضا ان اغتیال العلماء النوویین والذی اعترف الصهاینة تقریبا بصراحة فی تنفیذها و اقرت بعض الدول الاوروبیة بدورها فی اسناد هذا الاجراء ، لا یعد ارهابا فی هذه الادبیات ! واکد الامام الخامنئی ان اختلاق هکذا مفاهیم و التوقع بان یتحدث الجمیع فی اطار هذه الادبیات یعد احد المؤشرات البارزة للهیمنة والاستکبار و قال انه فی المقابل فان الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة تملک منظومة فکریة اسلامیة مازالت تملک بعد مضی سنوات جذابیة ونضارة وطراوة فی العالم. وفی معرض شرحه لاجزاء المنظومة الفکریة الاسلامیة اعتبر سماحته ان نبذ الظلم والاستکبار والاستبداد وارساء العزة الوطنیة والاسلامیة والاستقلال الفکری والسیاسی والاقتصادی تعد من اجزاء ومکونات هذه المنظومة الفکریة وفیما یخص اهمیة استقلالها ودورها فی الاعتداد بالذات وتقدم شعب ما قال ان الاستقلال هو جزء من الحریة، لذلک فان الذین ینبذون الاستقلال یعارضون فی الحقیقة الحریة. کما اعتبر الامام الخامنئی نمط العیش الاسلامی والحداثة والتعاون والاتحاد الوطنی من المکونات الاخری للمنظومة الفکریة الاسلامیة وقال ان الشعب الایرانی وطوال 36 عاما الماضیة استطاع فی ضوء التحرک فی اطار هذه المنظومة الفکریة تسجیل تقدم کبیر رغم کل العقبات والحواجز التی اعترضت طریقه . وقال القائد المعظم ان الافق الذی ینشده النظام الاسلامی هو ایران متقدمة من حیث العلم و الصناعة و ان تعد 150 الی 200 ملیون نسمة و تتحلی بالمعنویة وبمنأی عن الهیمنة والسلطة ، وقال ان بلوغ الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة لهذا الموقع، جسیم جدا بالنسبة لجبهة الاستکبار وان سبب کل المؤامرات والمحاولات لمواجهة النظام الاسلامی یعود الی الحیلولة دون تحقق هکذا مستقبل. واکد الامام الخامنئی ان ظهور هکذا بلد اسلامی سیمهد للقضاء علی الاستکبار والکفر و قال ان الشعب الایرانی لاسیما الشبان وعلماء الدین والمثقفین الاکادیمیین یجب ان یمضوا قدما فی اطار المنظومة الفکریة الاسلامیة وعلی الجمیع بمن فیهم المسؤولین ان یبدوا حساسیة و وعیا تجاه مخططات العدو . وتابع الامام الخامنئی انه لا یجب الانخداع بالعدو بسبب ابتساماته او احیانا تماشیه القصیر الامد فی موضوع خاص، بل یجب ان نعرف دائما ما هی مخططات العدو ، واوضح ان العدو والاستکبار العالمی لیس موضوعا وهمیا بل هو حقیقة واکبر مصادیقه هو الحکومة الامریکیة و الشرکات و الکارتلات الاقتصادیة الصهیونیة الداعمة له . ومن ثم تطرق قائد الثورة الاسلامیة الی تبیان نقاط مهمة فیما یخص خطة العمل المشترک الشاملة و القضایا ما بعدها وکذلک تطبیق سیاسات الاقتصاد المقاوم . واشار سماحته الی نقاشات الایام الاخیرة حول دور مجلس الشوری الاسلامی فی دراسة خطة العمل المشترک الشاملة ، قائلا ان الابعاد الحقوقیة والقانونیة لهذا الموضوع یجب ان تدرس علی ید خبراء القانون لکن من وجهة النظر العامة ، اری ، وقد اخبرت رئیس الجمهوریة بذلک ، بانه لیس من المصلحة التخلی عن مجلس الشوری الاسلامی فیما یخص دراسة هذه الخطة . وشدد الامام الخامنئی علی ضرورة ان یتدخل مجلس الشورى فی دراسة خطة العمل المشترک الشاملة ، و فی الوقت ذاته ، قال سماحته : لیس هناک نصیحة اقدمها الی مجلس الشورى فیما یخص کیفیة دراسة الخطة ورفضها او التصدیق علیها ، و ممثلو الشعب هم من یجب ان یتخذ القرار بهذا الشان . وفیما یخص القضایا ما بعد هذه الخطة ، اشار سماحة القائد الی الدول الست التی شارکت فی المحادثات مع ایران ودور امریکا بین هذه الدول ، و قال ان طرفنا الرئیسی فی الحقیقة هو امریکا ، لکن المسؤولین الامریکیین یتکلمون بصورة سیئة ویجب تحدید موقفنا من هذه التصریحات . واشار الامام الخامنئی الی تصریحات السلطات الامریکیة بشان الحفاظ علی اطار العقوبات ، قائلا : اذا کان مقررا الابقاء على اطار العقوبات .. فلماذا خضنا المفاوضات اذن ؟ وهذا یتعارض بالکامل مع سبب مشارکة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی المحادثات ، لان الهدف من المفاوضات کان رفع العقوبات . وتابع الامام الخامنئی : اذا تساهلنا فی بعض الحالات فی المحادثات ومنحنا بعض التنازلات ، فان ذلک حصل بشکل رئیسی من اجل رفع العقوبات ، والا ما الداعی لمشارکتنا فی المفاوضات ، لکنا نواصل عملنا وکان باستطاعتنا ان نصل من 19 الف جهاز طرد مرکزی نملکه الی 50 الف الی 60 الف جهاز طرد مرکزی خلال فترة وجیزة ونواصل کذلک التخصیب بنسبة 20 بالمائة ونسرع عملیة البحث والتنمیة . واکد الامام الخامنئی ان کان مقررا عدم رفع العقوبات ، فلن تکون هناک صفقة اذن ، لذلک یجب ان یتحدد مصیر هذه القضیة ، و قال متوجها الی مسؤولی البلاد: لا تقولوا ان الامریکیین یدلون بهذه التصریحات من اجل اقناع منافسیهم فی الداخل ، بل اری ان الصراع الداخلی هو حقیقی وتوجد خلافات بینهم ، وسبب هذا الخلاف هو واضح بالنسبة لنا ، لکن ما یقال رسمیا ، بحاجة الی الرد علیه ، وان لم یُرد علیه، فان کلام الطرف الاخر سیتثبت. واشار القائد الخامنئی الی تصریحات السلطات الامریکیة بشان تعلیق العقوبات ، مؤکدا ان قضیتنا لم تکن هذه منذ البدایة، لقد اکدنا بان العقوبات یجب ان ترفع لا ان تعلق. واضاف سماحته ان راینا کان ان ترفع العقوبات علی الفور ، لکنا الاصدقاء هنا، شرحوا الموضوع ، ولم نعارض ، لکن العقوبات یجب ان تزال و ترفع . وان کان مقررا تعلیق العقوبات ، فان الاجراءات التی یجب ان نتخذها ، سنقوم بها علی مستوی التعلیق لا علی مستوی الاجراء الاساسی علی الارض . واوضح القائد الخامنئی ان الطرف الاخر یقول ان رفع بعض العقوبات لیس بید الادارة الامریکیة ، ونحن نقول ان تلک العقوبات التی هی بید الادارة الامریکیة والبلدان الاوروبیة یجب ان ترفع . وفی جانب اخر اشار الى التصریحات السیئة للسلطات الامریکیة و اعتبرها بانها خارجة بالکامل عن موضوع الاتفاق النووی و قال ان الهیئة الحاکمة فی امریکا تتحدث عن ایران کما البریطانیین فی القرن التاسع عشر ، و کانهم متخلفین عن العالم والتاریخ لقرنین من الزمن ، بینما العالم تغیر وان القوی العظمی باتت لا تملک تلک القوة والقابلیة والقدرة وفی الطرف الاخر هناک الجمهوریة الاسلامیة التی تملک قدرات معروفة وغیر معروفة ستعرف اثناء العمل ، و ان ایران لیست مثل فلان دولة متخلفة یتحدثون الیها کیفما یشاؤون متابعا ان السلطات الامریکیة تقول اننا نتوقع من مسؤولی وحکومة الجمهوریة الاسلامیة، ان تتصرف بطریقة مختلفة ! واضاف الامام الخامنئی ان السلوک المختلف من وجهة نظرهم هو السلوک المختلف عن ماضی الجمهوریة الاسلامیة وتخطی القیم الاسلامیة وغیاب التقید بالاحکام الاسلامیة، لکن هذا شئ لن یحدث اطلاقا، فلا الحکومة ولا المجلس ولا المسؤولین لا یفعلون ذلک اطلاقا وان اراد احد فعل ذلک، فان الشعب ونظام الجمهوریة الاسلامیة لن یقبلا منه . وتبیانا لاحد المصادیق التی یصبو الیها الامریکیون قال قائد الثورة الاسلامیة ان من السیاسات الامریکیة فی المنطقة هو القضاء التام علی قوات المقاومة والهیمنة بشکل کامل علی سوریا والعراق ویتوقعون ان تدخل الجمهوریة الاسلامیة فی هذا الاطار ، لکن هکذا شیء لن یحدث ابدا. واشار القائد الخامنئی الی احد تصریحات المسؤولین الامریکیین المثیرة للحساسیة قائلا انهم یقولون ان خطة العمل المشترک الشاملة وضعت فرصا بتصرف امریکا فی داخل ایران وخارج ایران والمنطقة. واضاف سماحته متوجها الی المسؤولین فی الحکومة وسائر الاجهزة مؤکدا ان المسؤولین فی الحکومة و سائر الاجهزة لا ینبغی ان یسمحوا لامریکا بمثل هذه الانتهازیة فی الداخل ، و یجب التصرف فی الخارج بطریقة بحیث لا تتوفر هذه الفرص لامریکا ، لانه کلما اقتربت من هذه الفرص فان اذلال ومحن وتخلف الشعوب سیزاد بالتاکید. واشار سماحته الی التاکید للمسؤولین سواء مسؤولی السیاسة الخارجیة او باقی المسؤولین بشان الحظر الکامل لاجراء محادثات مع الطرف الامریکی ماعدا الموضوع النووی معتبرا ان سبب هذه المعارضة یعود الی المواقف والتوجهات الامریکیة التی تقف بالضبط علی طرف نقیض من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وتطرق القائد الخامنئی فی جانب اخر الی قضیة الاقتصاد ، و قال ان سیاسات الاقتصاد المقاوم هی مجموعة واحدة مکتملة وغیر قابلة للتقسیم، وان تطبیقها بحاجة الی خطة عملیاتیة کاملة، داعیا رئیس الجمهوریة والحکومة لصیاغة خطة شاملة وعملیاتیة وتطبیقیة لوضع سیاسات الاقتصاد المقاوم موضع التنفیذ . وفی مستهل اللقاء ، القی ایة الله یزدی رئیس مجلس خبراء القیادة کلمة اعتبر فیها ان قیادة الامام الخمینی الراحل (رض) وشجاعة الشعب الایرانی هی التی ساهمت فی انتصار الثورة الاسلامیة وبین نقاطا عن الاجتماع الاخیر لمجلس خبراء القیادة. کما قدم ایة الله هاشمی شاهرودی نائب رئیس مجلس خبراء القیادة تقریرا عن الدورة الثامنة عشرة لمجلس خبراء القیادة. المصدر: تسنیم