فی رسالة للرئیس روحانی حول الاتفاق النووی...

الامام الخامنئی : أی ذریعة لبقاء إجراءات الحظر یعدّ انتهاکاً وعلی الرئیس الامریکی والاتحاد الاوروبی تقدیم تعهد خطی

وجه قائدالثورة الاسلامیة آیة الله العظمی الامام السیدعلی الخامنئی رسالة مهمة لرئیس الجمهوریة الدکتور حسن روحانی بشان الاتفاق النووی الذی تم التوصل الیه فی تموز الماضی ، مع الدول الست الکبرى و الموسوم "برنامج العمل المشترک" ، حیث حدد الشروط التی یجب اعتمادها فی التعاطی مع تنفیذ الاتفاق.

و أفاد موقع الحج بأن الامام الخامنئی اعتبر فی رسالته الی الرئیس روحانی ان فرض أی حظر جدید تحت أی ذریعة ، یعد انتهاکاً للاتفاق مشددا علی ضرورة تقدیم الرئیس الامریکی و الاتحاد الاوروبی تعهداً خطیاً یقضی بإلغاء کافة أشکال الحظر . و اشار سماحته فی الرسالة الى المناقشات الدقیقة و المسؤولة التی جرت فی مجلس الشورى و المجلس الاعلى للامن القومی ، و عبور الاتفاق من القنوات القانونیة، وابدى توجیهاته المهمة بشان رعایة وصون المصالح الوطنیة العلیا . ولفت القائد الخامنئی الى التاکیدات و الضرورات التسع فی تنفیذ برنامج العمل المشترک الشامل ، معلنا الموافقة على القرار المصادق علیه فی اجتماع المجلس الاعلى للامن القومی مع رعایة هذه الامور والضرورات وبشروط معینة بینها الإلغاء الکلی للعقوبات المفروضة . و وجه القائد الخامنئی بدایة الشکر لجمیع المعنیین بهذه العملیة الملیئة بالتحدیات ، فی جمیع المراحل ومن ضمنهم الوفد المفاوض الذی بذل کل جهده الممکن فی توضیح النقاط الایجابیة وفی الاساس تثبیت تلک النقاط ، و کذلک للمنتقدین الذین ذکّروا الجمیع بنقاط الضعف بدقة جدیرة بالاشادة وکذلک اعضاء المجلس الاعلى للامن القومی الذین قاموا بتغطیة نقاط الفراغ بادراج بعض ملاحظاتهم وبالتالی رئیس ونواب مجلس الشورى الاسلامی الذین قدموا للحکومة "طریق التنفیذ الصحیح" وکذلک مؤسسة الاذاعة والتلفزیون والصحافة ، و مع کل الخلاف فی وجهات النظر فقد قدموا بالاجمال صورة کاملة عن الاتفاق الى الرای العام . واعتبرالامام الخامنئی کل هذا الحجم من الجهد و العمل والفکر جدیرا بالتقدیر ویبعث على السرور فی قضیة من المتوقع ان تکون من ضمن القضایا الخالدة والتی یستقى منها الدرس للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. واضاف سماحته : "على منظمة الطاقة الذریة إدارة الأبحاث والتطویر النووی ، بحیث لا یکون هناک نقص تقنی بنهایة مرحلة الثمانی سنوات فی مجال التخصیب" ، مؤکدًا أن "أی کلام یتناول بقاء هیکلیة إجراءات الحظر وفرض أی حظر على أی مستوى وبأیة ذریعة یعد نقضًا لحصیلة المفاوضات النوویة" . ورأى الامام الخامنئی أن "واشنطن اعتمدت فی الموضوع النووی أسلوب العداوة ومن المستبعد أن تعمل بغیر هذه الطریقة مستقبلاً" ، مضیفاً أن "أی تصریح قائم على بقاء هیکلیة العقوبات یعنی نقضاً للاتفاق النووی". وفیما یلی نص الرسالة : بسم الله الرحمن الرحیم حضرة السید روحانی رئیس الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة رئیس المجلس الأعلى للأمن القومی دامت توفیقاته بعد السلام والتحیة .. الیوم ، حیث مرت الاتفاقیة المعروفة بـ"خطة العمل المشترک الشاملة" عبر القنوات القانونیة ، بعد ان خضعت للدراسة الدقیقة والمسؤولة فی مجلس الشوری الاسلامی واللجنة الخاصة وباقی اللجان و کذلک فی المجلس الاعلی للامن القومی ، و هی بانتظار الاعلان عن وجهة نظری ، ارى من الضروری التذکیر بعدة نقاط ، کی تتاح لحضرتک و باقی المعنیین بها بصورة مباشرة او غیر مباشرة ، الفرص الکافیة لمراعاة وحفظ المصالح الوطنیة والمصالح العلیا للبلاد. 1- اری من الضروری قبل کل شیء ان اعرب عن تقدیری لجمیع القائمین علی هذه العملیة المحفوفة بالتحدیات فی جمیع مراحلها ، بما فیهم الوفد المفاوض الاخیر الذی بذل قصارى جهده لتوضیح النقاط الایجابیة وفی الحقیقة تثبیت تلک النقاط وکذلک الناقدین الذین ذکرونا جمیعا فی ظل تدقیق یستحق الاشادة بمکامن ضعفها خاصة رئیس و اعضاء اللجنة الخاصة لمجلس الشوری الاسلامی وکذلک الاعضاء رفیعی المستوی للمجلس الاعلی للامن القومی والذین ملأوا بعض نقاط الفراغ من خلال درج ملاحظاتهم المهمة وبالتالی رئیس واعضاء مجلس الشوری الاسلامی والذین قدموا الطریق الصحیح للتنفیذ من خلال التصدیق علی مشروع یتسم بالحیطة وکذلک مؤسسة الاذاعة والتلفزیون والصحفیین فی البلاد ممن وضعوا رغم کل الخلافات فی وجهات النظر صورة مکتملة عن هذا الاتفاق امام الرای العام . ان هذه المجموعة التی بذلت کماً هائلاً من العمل والجهد والفکر فی قضیة یُعتقد انها ستکون من القضایا الباقیة و المنطویة علی العبرة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، تستحق التقدیر وهی مصدر ارتیاح ورضا . و لذلک یمکن القول بثقة بان المکافأة الالهیة للاضطلاع بهذا الدور المسؤول تنطوی علی النصرة والرحمة والهدایة الالهیة ، ان شاء الله، لان الوعد بالنصر الالهی أزاء نصرة دینه ، هو وعد لا یُخلف . 2- ان حضرتک الذی لک ماض من الحضور لعدة عقود فی صلب قضایا الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ، تعرف بالطبع ان الحکومة الامریکیة لم تتبع لا فی القضیة النوویة ولا فی ای قضیة اخری ، توجها تجاه ایران الاسلامیة سوی الخصومة والعداوة والاخلال ، و من المستبعد ان تتصرف بغیر هذا فی المستقبل. ان تصریحات الرئیس الامریکی خلال رسالتین وجهت الی و مزاعمهم بأنهم لا یریدون الاطاحة بالجمهوریة الاسلامیة ، اتضح سریعا بانها تتعارض مع الواقع من خلال دعمه للفتن الداخلیة و الدعم المالی لمعارضی الجمهوریة الاسلامیة ، وان تهدیداته الصریحة بشن هجوم عسکری – وحتی نووی ، و التی یمکن ان تفضی الی وضع لائحة اتهام عریضة ضده فی المحاکم الدولیة – اماطت اللثام عن النیة الحقیقیة للزعماء الامریکیین. ان اصحاب الرای السیاسی فی العالم والرای العام للکثیر من الشعوب یشخصون بوضوح ان السبب وراء هذه الخصومة التی لا تنتهی هو ماهیة وهویة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة والنابعة من الثورة الاسلامیة. ان الصمود عند المواقف الاسلامیة العادلة فی معارضة نظام الهیمنة والاستکبار والصمود بوجه الاطماع والتعدی علی الشعوب الضعیفة والافشاء عن الدعم الامریکی لدیکتاتوریی القرون الوسطی وقمع الشعوب المستقلة والدفاع المتواصل عن الشعب الفلسطینی ومجموعات المقاومة الوطنیة والصرخة المنطقیة التی یحبذها العالم بوجه الکیان الصهیونی الغاصب تشکل حالات رئیسیة جعلت العداء الذی یناصبه نظام الولایات المتحدة الامریکیة ضد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة امرا لا یمکن تجنبه بالنسبة لهم. وان هذا العداء سیستمر الی ان تجعلهم الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة وبقدرتها الداخلیة والمستدیمة، ییاسون. ان سلوک وقول الحکومة الامریکیة فی القضیة النوویة ومفاوضاتها المطولة والمملة اظهر ان هذا هو واحدة من حلقات سلسلة عدائهم اللجوج ضد الجمهوریة الاسلامیة. ان خداعهم من خلال ازدواجیتهم بین تصریحاتهم الاولیة والتی تمت ببنیة قبول المفاوضات المباشرة من قبل ایران وبین انتهاکهم المتکرر للعهود طوال المفاوضات التی استمرت سنتین ومواکبتهم لمطالب الکیان الصهیونی ودبلوماسیتهم المتغطرسة فیما یخص الحکومات والمؤسسات الاوروبیة الدخیلة فی المفاوضات یظهر کله بان الدخول المخادع لامریکا فی المحادثات النوویة لن یاتی بنیة التسویة العادلة بل بغرض المضی قدما بمآربهم العدائیة حول الجمهوریة الاسلامیة. وبلا شک فان صیانة الوعی تجاه النوایا العدائیة للحکومة الامریکیة والصمود الذی اعتمده مسؤولو الجمهوریة الاسلامیة طوال المفاوضات اسهم فی الحد من الحاق اضرار جسیمة فی الکثیر من الحالات. ومع ذلک فان حصیلة المفاوضات التی تبلورت فی اطار خطة العمل المشترک الشاملة تعانی من نقاط غموض وضعف بنیوی وحالات عدیدة یمکن فی حالة انعدام الاشراف الدقیق والمتواصل لحظة بلحظة، ان تنتهی الی خسائر فادحة تمس حاضر ومستقبل البلاد. 3- ان البنود التسعة للقانون الاخیر لمجلس الشوری الاسلامی والملاحظات العشر التی وردت ضمن قرار المجلس الاعلی للامن القومی، تحوی نقاطا مفیدة ومؤثرة یجب مراعاتها، ومع ذلک فان ثمة نقاطا اخری تعلن مع التاکید علی العدد من الحالات التی وردت فی تلک الوثیقتین. اولا: بما ان قبول المفاوضات من جانب ایران تم اصلا بهدف الغاء الحظر الاقتصادی والمالی الجائر، واحیل تنفیذها فی خطة العمل المشترک الشاملة الی ما بعد اجراءات ایران، فانه یجب ان تکون هناک تطمینات وضمانات قویة وکافیة للحد من مخالفات الاطراف الاخری. بما فیها الاعلان الخطی للرئیس الامریکی والاتحاد الاوروبی والقاضی بالغاء الحظر. وفی اعلان الاتحاد الاوروبی والرئیس الامریکی یجب التصریح بان هذا الحظر قد رفع کلیا وبالتمام. ان ای تصریح یدل علی ان هیکلیة الحظر ستبقی هو بمثابة انتهاک لخطة العمل المشترک الشاملة . ثانیا: طوال فترة ثمانی سنوات فان وضع ای حظر فی ای مستوی وتحت ای ذریعة (بما فیها الذرائع المتکررة والملفقة بشان الارهاب وحقوق الانسان) من قبل ای من الدول التی هی طرف فی المفاوضات، سیعد انتهاکا لخطة العمل المشترک الشاملة وعلی الحکومة ، ووفقا للبند 3 من قرار مجلس الشوری الاسلامی اتخاذ الاجراءات اللازمة ووقف نشاطات خطة العمل المشترک الشاملة. ثالثا: الاجراءات المتعلقة بما ورد فی البندین اللاحقین، ستبدا فقط عندما تعلن الوکالة الدولیة انتهاء ملف موضوعات حاضر وماضی (pmd). رابعا: ان الاجراء فیما یخص تحدیث مصنع اراک مع حفظ هویته الثقیلة، سیبدا فقط عندما یتم ابرام العقد القطعی والموثوق به حول المشروع البدیل والضمان الکافی لتنفیذه. خامسا: ان صفقة الیورانیوم المخصب الموجود ازاء الکعکة الصفراء مع الدولة الاجنبیة ستبدا عندما یتم ابرام عقد موثوق به فی هذا الخصوص مع الضمان الکافی. ان الصفقة والتبادل المذکور یجب ان یتم تدریجیا وعلی عدة دفعات. سادسا: وفقا لقرار مجلس الشوری الاسلامی یجب اعداد المشروع والتمهیدات اللازمة لتوسیع صناعة الطاقة الذریة علی الامد المتوسط بما یشمل اسلوب التقدم فی المراحل المختلفة وذلک منذ الان حتی 15 عاما بما یفضی الی 190 جهاز طرد مرکزی ، ودراسته بدقة فی المجلس الاعلی للامن القومی. ان هذا المشروع یجب ان یزیل ای قلق ناجم عن بعض الموضوعات فی ملحقات خطة العمل المشترک الشاملة. سابعا:ان تقوم منظمة الطاقة الذریة بتنظیم البحوث والتنمیة فی الابعاد المختلفة بحیث لا یکون هناک فی ختام دورة من ثمانی سنوات ای نقص تکنولوجی لایجاد التخصیب المقبول فی خطة العمل المشترک الشاملة. ثامنا: یجب الانتباه الی ان تفسیر الطرف الاخر بشان حالات الغموض فی وثیقة خطة العمل المشترک الشاملة غیر مقبول وان یکون نص المفاوضات هو المرجع. تاسعا: ان وجود التعقیدات والغموض فی نص خطة العمل المشترک الشاملة وکذلک الظن بنقض العهد والمخالفات والخداع فی الطرف الاخر لاسیما امریکا، یتطلب تشکیل هیئة قویة وواعیة وذکیة لرصد تقدم الاعمال وانجاز تعهدات الطرف الاخر وتحقیق ما ورد اعلاه. ان ترکیبة ووظائف هذه الهیئة یجب ان یحدد ویصادق علیه فی المجلس الاعلی للامن القومی. ونظرا الی ما ورد ذکره، فانه یتم تایید قرار الجلسة 634 المؤرخة 19/5/94 للمجلس الاعلی للامن القومی مع مراعاة الحالات المذکورة آنفا. وفی الختام وکما ابلغت حضرتک وباقی المسؤولین الحکومیین فی الجلسات المتعددة، وذکرت للشعب العزیز فی الجلسات العامة، فان رفع الحظر علی الرغم من باب رفع الظلم والحیف واحقاق حقوق الشعب الایرانی، یعد عملا لازما، الا ان الانفراج الاقتصادی وتحسین الوضع المعیشی وتذلیل المشاکل الحالیة لن یتحقق الا من خلال الاخذ علی محمل الجد الاقتصاد المقاوم ومتابعته یشکل شامل. والامل کل الامل ان یتم متابعة هذه الغایة بجدیة تامة لاسیما الاهتمام الخاص بتعزیز الانتاج الوطنی والاشراف الکی لا انتهی الوضع بعد رفع الحظر، الی الواردات العشوائیة، لاسیما تحاشی استیراد ای مواد استهلاکیة من امریکا بشکل جاد. اتوجه الی الباری تعالی بالتوفیق لحضرتک وباقی المسؤولین. السید علی الخامنئی 21/10/2015 المصدر:تسنیم