فی ذکرى عید المولد النبوی الشریف ...

الامام الخامنئی: الانکلیز ماهرون فی اشعال نیران الحرب بین الشیعة والسنة ... لکن ما یقوم به الأمریکان الیوم أکثر خطورة

أشار قائد الثورة الاسلامیة سماحة آیة الله العظمی الامام السید علی الخامنئی فی کلمته التی القاها یوم الثلاثاء لدی استقباله الضیوف المشارکین فی مؤتمر الوحدة الاسلامیة وکبار مسؤولی البلاد و سفراء الدول الاسلامیة ، الی الماضی الأسود للانکلیز فی اشعال نیران الحرب بین الاشقاء الشیعة و السنة علی مر الدهور والعصور و أکد أنهم یملکون مهارة کبیرة فی هذا الخصوص .. لکن المخطط الذی تدبره الولایات المتحدة الأمریکیة فی الوقت الحاضر ، یشکل أکثر خطورة .

و أفاد موقع الحج بأن الامام الخامنئی قال فی خطابه الهام : إن الولایات المتحدة تفتعل الحروب الداخلیة بین المسلمین و أنها تعمل على تحقیق أهدافها عبر تدمیر البلدان الإسلامیة ، مضیفا : "للأسف ان الأعداء حققوا بعض النجاح فی أهدافهم ، وهم یعملون على تدمیر البلدان الإسلامی" . و قال قائد الثورة الإسلامیة : "منذ بدأت أمریکا استخدام مفردات "السنة" و"الشیعة" بدأت أشعر بالقلق وبات معلوماً أن لها هدفاً محدداً"، و رأى أن هدف الأعداء الیوم هو "افتعال الحروب الداخلیة بین المسلمین" . و اشار سماحته فی هذه الکلمة التاریخیة الی الاوضاع الجاریة فی العالم الاسلامی بینها البحرین ، و تساءل قائلا "لماذا یتعرض المسلمون للضغوط فی هذا البلد بهذا الشکل؟ " . وتطرق قائد الثورة‌ الاسلامیة الی المجزرة التی شهدتها نیجیریا مؤخرا حیث استشهد حوالی 1000 مسلم ، وقال " ان العالم الدینی المصلح المؤمن الشیخ ابراهیم الزکزاکی الذی یرید التقریب بین المذاهب ، تعرض لمثل هذه المجزرة ، الالیمة ، و قد استشهد 6 من ابنائه خلال عامین " . ولدی اشارته الی الاوضاع الجاریة فی العالم تساءل الامام الخامنئی قائلا " لماذا یلتزم العالم الاسلامی الصمت ازاء کل هذه المجازر المروعة فیما یتعرض الشعب الیمنی المسلم یومیا لغارات جویة ظالمة؟" . وتابع قائد الثورة الاسلامیة یقول "ان المسؤولیة الملقاة علی عاتق الامة الاسلامیة فی الوقت الحاضر هو بناء حضارة اسلامیة حدیثة و هذا یتم من خلال تظافر الجهود المخلصة . فیما الآمال تعقد علی علماء العالم الاسلامی والمثقفین المخلصین الذین لا یعتبرون الغرب قبلتهم ". وشدد الامام الخامنئی علی ضرورة أن لاتکون نظرة المسلمین الی أعداء العالم الاسلامی ویتوقعوا منهم فعل الخیر للعالم الاسلامی وأضاف قائلا " ان الیوم الذی شقت مفردة الشیعة والسنة طریقها الی الادب الامریکی اصبح الأمریکان کلهم أصحاب خبرة ویستحوذ علیهم القلق ". ولدی اشارته الی انطلاق الصحوة الاسلامیة فی العالم أکد قائد الثورة الاسلامیة أن انتشار هذه الصحوة أدی الی ارباک أعداء الاسلام مشددا علی أن هذه الصحوة لن یتم القضاء علیها وستحقق أهدافها بإذن الله. وتابع قائلا " ان هدف العدو هو اثارة الحروب الداخلیة بین المسلمین الامر الذی نجح فیه الی حد ما وللأسف الشدید حیث أنه یقضی البلد المسلم علی البنی التحتیة للبلد المسلم الآخر. وهنا یجب أن نسأل لماذا یجب أن نستسلم لمثل هذه المؤامرات ونغفل الهدف الذی یتطلع الی تنفیذه الاعداء ". وفی مستهل اللقاء ، قدم القائد المعظم التهانی و التبریکات بذکری مولد نبی الاسلام العظیم (ص) والامام الصادق (ع) وقال ان اهم واجب یقع الیوم علی عاتق العالم الاسلامی لاسیما العلماء و المثقفین الحقیقیین هو العمل المجد و الدؤوب لبث الروح الحقیقیة للاسلام والمعنویة فی العالم الحالی الملئ بالظلم والتمییز والقسوة واکد ان الدور قد حان الیوم للعالم الاسلامی للاستفادة من العلم والادوات العالمیة وکذلک العقل والحکمة والتدبر والبصیرة للتحرک باتجاه بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة. واضاف الامام الخامنئی ان الحضارة الاسلامیة الحدیثة لا تعنی الاعتداء علی الاراضی والبلدان واهدار حقوق الناس وفرض الاخلاق والثقافة علی الشعوب ولا تشبه ما فعلته الحضارة الغربیة بل تعنی اهداء الفضیلة الالهیة للبشریة والتمهید لتشخیص المسار الصحیح علی ید الانسان نفسه . واشار الامام الخامنئی الی استخدام الغرب لعلم وفلسفة العالم الاسلامی لاقامة حضارته وقال ان هذه الحضارة ورغم انها قدمت مظاهر جمیلة من التکنولوجیا والسرعة والسهولة والادوات المختلفة للحیاة لکنها لم تجلب السعادة والعدالة للبشریة واصیبت بالتناقض بباطنها. وقال القائد الخامنئی ان الحضارة الغربیة وبظاهرها المنمق والمزخرف اصبحت الیوم فاسدة اخلاقیا وخاویة معنویا الامر الذی یقر به الغربیون انفسهم ، واکد ان الدور قد حان الیوم للعالم الاسلامی لارساء دعائم الحضارة الاسلامیة الحدیثة . وقال سماحته ان لا امل یعلق علی ساسة العالم الاسلامی لبلوغ هذا الهدف بل یتعین علی علماء الدین والمثقفین الحقیقیین الذین لا یتخذون من الغرب قبلة لهم، ان یعملوا علی تنویر الامة الاسلامیة و لیعلموا بان بناء هذه الحضارة، امر قابل للتحقق. واعتبر قائد الثورة الاسلامیة ، الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بانها نموذج لامکانیة نیل هذا الهدف الکبیر وقال ان ایران وقبل انتصار الثورة الاسلامیة کانت متخلفة علمیا وسیاسیا واجتماعیا وکانت منعزلة من الناحیة السیاسیة وتابعة بالکامل من ناحیة شؤون البلاد، لکن الشعب الایرانی اظهر الیوم وبفضل الاسلام، هویته وشخصیته وسجلت البلاد تقدما مهما فی المعرفة والتکنولوجیا والعلوم الحدیثة واصبحت ضمن عدد من البلدان المتمیزة فی هذه المجالات. ورای سماحته ان هذا النموذح یمکن تعمیمه علی العالم الاسلامی باسره مؤکدا ان نیل هذا الموقع رهن بقطع هیمنة القوی الکبری علی الشعوب وهذا له ثمنه ایضا لان نیل الاهداف الکبری لا یمکن من دون دفع ثمن. واکد الامام الخامنئی انه فی الحضارة الاسلامیة وعلی النقیض من الحضارة الغربیة فان ای بلد لا یخضع للهیمنة بالقوة موضحا ان نظرتنا لا یجب ان تکون متجهة نحو الغربیین فی بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة ولا یجب الاهتمام بابتساماتهم وتجهمهم بل یجب ان نستند الی طاقاتنا وقدراتنا للتحرک فی الطریق الصحیح. واعتبر القائد الخامنئی ان احدی ادوات الاعداء للحد من بناء الحضارة الاسلامیة الحدیثة تتمثل فی بث الفرقة بین المسلمین وقال انه منذ ان اثیر موضوع الشیعة والسنة فی ادبیات السلطات والساسة الامریکیین فان اهل الفهم واصحاب الرؤیة انتابهم القلق لانه کان واضحا ان هؤلاء یبحثون عن مؤامرة جدیدة واکثر خطرا من السابق. واکد سماحته ان الامریکیین یعارضون الاسلام ذاته ولا یجب الانخداع بتصریحاتهم فی دعم بعض الفرق وقال ان تصریحات الرئیس الامریکی السابق بعد حادثة 11 سبتمبر والذی تحدث عن حرب صلیبیة، تظهر فی الواقع حرب عالم الاستکبار علی الاسلام. وقال القائد الخامنئی ان تصریحات المسؤولین الامریکیین الحالیین بشان الموافقة علی الاسلام بانها تتعارض والواقع وهی مؤشر علی نفاقهم واضاف ان السلطات الحالیة الامریکیة تعارض الاسلام اصلا وعلی النقیض مما تتفوه به فهی بصدد بث الخلافات بین المسلمین والمثال علی ذلک هو تاسیس المجموعات الارهابیة بما فیها داعش وفرق اخری اسست باموال التابعین لامریکا ومساعداتهم السیاسیة وتسببوا بالکوارث الحالیة فی العالم الاسلامی. واکد الامام الخامنئی ان تصریحات المسؤولین الامریکیین بموافقتهم علی السنة ومعارضتهم للشیعة ، هی کذب ، و قال : الیس اهالی غزة الذین تعرضوا بتلک الطریقة للغزو والعدوان ، و هم سنة ؟ ، والیس اهالی الضفة الغربیة الذین یخضعون للضغط ، هم سنة ؟! . واشار الامام الخامنئی الی تصریحات سیاسی امریکی من ان التوجه الاسلامی هو عدو امریکا مؤکدا انه لا فرق بین الشیعة والسنة بالنسبة للامریکیین، لانهم یعارضون ای مسلم یرید العیش وفقا لاحکام وقوانین الاسلام وبذل الجهد فی هذا السبیل . واعتبر سماحة القائد ان مشکلة الامریکیین الرئیسیة مع المسلمین ، هی التقید والالتزام باحکام وتعالیم الاسلام والعمل علی ارساء الحضارة الاسلامیة وقال انه لهذا السبب ، عندما بدات الصحوة الاسلامیة ، انتابهم الارتباک والقلق وحاولوا احتوائها اذ نجحوا فی بعض البلدان .. لکن الصحوة الاسلامیة لا یمکن القضاء علیها وستبلغ اهدافها باذن الله تعالی. وقال الامام الخامنئی ان الهدف الرئیسی لجبهة الاستکبار یتمثل فی اثارة الحرب الاهلیة بین المسلمین وتدمیر البنی التحتیة للبلدان الاسلامیة بما فیها سوریة والیمن ولیبیا واضاف انه لا یجب اللجوء الی الصمت والاستسلام فی مقابل هذا المؤامرة بل یجب الوقوف بوجه المؤامرات فی ظل التحلی بالبصیرة وحفظ الاستقامة. وانتقد القائد الخامنئی صمت العالم الاسلامی تجاه استمرار الضغط علی المسلمین البحرینیین وکذلک قرابة عام من قصف الیمن لیل نهار والوضع فی سوریا والعراق مشیرا الی القضایا الاخیرة فی نیجیریا وتساءل: لماذا نفذت هکذا کارثة بشان شیخ مصلح تقریبی ومؤمن وقتل نحو الف شخص وان یستشهد ابناؤه ویلوذ العالم الاسلامی بالصمت؟ واکد قائد الثورة الاسلامیة انه عندما یعمل عالم القوة والمال علی وضع مخططات خطیرة للعالم الاسلامی فانه لا یحق لاحد الخلود الی النوم وعدم الانتباه للحقائق . وفی مستهل اللقاء ، القی رئیس الجمهوریة حسن روحانی کلمة قدم فیها التهانی والتبریکات بذکری میلاد نبی الاسلام المکرم (ص) والامام الصادق (ع) وقال ان نبی الاسلام (ص) هو اسوة الاخلاق والطهر واضاف ان النبی محمد (ص) جاء بدرس الوحدة والاتحاد والاخوة للعالم. وفی ختام اللقاء تحدث عدد من ضیوف مؤتمر الوحدة الاسلامیة عن قرب مع قائد الثورة الاسلامیة سماحة الامام الخامنئی . المصدر: تسنیم