مقتطفات من کلام سماحة الإمام الخامنئی:

الإیمان وآثاره

موقع الحج : یقول سماحة الإمام الخامنئی دام ظله: "من علامات الإیمان اجتناب الذنوب، والخوف من الله، والتعامل الحسن مع الآخرین، ومخاصمة أعداء الله والشدّة معهم...

الإیمان وآثاره: یقول سماحة الإمام الخامنئی دام ظله: "من علامات الإیمان اجتناب الذنوب، والخوف من الله، والتعامل الحسن مع الآخرین، ومخاصمة أعداء الله والشدّة معهم، والتغاضی عن الخلافات الصغیرة مع الإخوة، ومحاسبة الأعداء على کلِّ صغیرة وکبیرة، "أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِینَ"، وهذا ما لا یتلاءم مع مصارعة الآخرین، بل یتأتّى من المحبّة والعفو والمداراة، ومحبّة الناس الّتی ینبغی أنْ تکون موجودة فی قلب کلِّ مؤمن، وهی أثر من الآثار الّتی یُخلِّفها الإیمان الحقیقیّ لا الادّعائیّ، وفی الحدیث عن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: "مداراة الناس نصف الإیمان والرفق بهم نصف العیش، أساساً فإنّ الإیمان إذا لم یکن ممزوجاً بالمحبّة والعشق العمیق ومزیّناً بالصبغة العاطفیّة فلن یکون فعّالاً. فالمحبّة هی الّتی تُعطی الإیمان فعّالیّته فی مجال العمل والتحرُّک، وتجعله فعّالاً جدّاً، فبدون المحبّة لا یُمکننا أنْ نستمرّ فی نهضتنا. ونحن نمتلک فی فکرنا الإسلامیّ أسمى عناوین المحبّة، إنّها محبّة أهل البیت علیهم السلام. وقمّة هذه المحبّة تتمثّل فی قضیة کربلاء وعاشوراء وحفظ الذکریات الغالیة لتضحیات رجال الله فی ذلک الیوم ممّا حفظ تاریخ التشیّع وثقافته. ومحبّة الرسول صلى الله علیه وآله وسلم وأهل البیت علیهم السلام، کما فی الروایات الشریفة، شرطٌ أساس فی استکمال المسلم لإیمانه، ففی الروایة عن رسول الله صلى الله علیه وآله وسلم: "لا یؤمن أحدکم حتّى أکون أحبّ إلیه من ولده ووالده والناس أجمعین"، ولهذه المحبّة آثار عظیمة على الإنسان فی الآخرة، ففی الروایة عن الرسول الأکرم صلى الله علیه وآله وسلم: "حبّی وحبّ أهل بیتی نافع فی سبعة مواطن أهوالهنّ عظیمة: عند الوفاة، وفی القبر، وعند النشور، وعند الکتاب، وعند الحساب، وعند المیزان، وعند الصراط". الأخلاق هی أساس المجتمع: یقول سماحة الإمام الخامنئی دام ظله: "إنّ تبلیغ الدِّین وتبیین الحقائق، الّذی یُعدّ واجب علماء الإسلام والمبلّغین العظام، یشمل الیوم کلّ تلک الأمور. فلو أنّنا بلغنا أعلى المستویات الاقتصادیّة، وضاعفنا من قدرتنا وعزّتنا السیاسیّة الحالیّة عدّة أضعاف، لکنْ أخلاق مجتمعنا لم تکن أخلاقاً إسلامیّة، وکنّا نفتقر إلى العفو والصبر والحلم وحُسن الظن، لساء وضعن، فالأخلاق هی الأساس، وکلّ تلک الأمور هی مقدّمة للأخلاق الحسنة "إنّما بُعثت لأتمّم مکارم الأخلاق". والحکومة الإسلامیّة تهدف إلى تربیة البشر فی هذا الجوّ، لتسمو أخلاقهم، ولیکونوا أقرب إلى الله، وأنْ یقصدوا القرب منه، فحتّى السیاسة لا بُدّ فیها من قصد القربة، والقضایا السیاسیّة لا بُدّ فیها من قصد القربة، فمن یتحدّث فی القضایا السیاسیّة، والّذی یکتب عنها، والّذی یُحلِّلها، والّذی یتّخذ القرارات فیها، لا بُدّ لهم من قصْد القربة. إذاً، ففی المقام الأوّل لا بُدّ من إحراز رضا الله. انظروا کم هو الأمر واضح، وکیف یغفل بعضنا عنه". التحوُّل الأخلاقیّ عند الإنسان: یقول سماحة الإمام الخامنئی دام ظله: "التحوُّل الأخلاقیّ یعنی أنّ یتخلّى الإنسان ویجتنب کلّ رذیلة أخلاقیّة، وکلّ أخلاق ذمیمة، وکلّ روحیّة سیِّئة ومرفوضة، ممّا یوجب أذیّة الآخرین، أو تخلّف الإنسان نفسه، وأنْ یتحلّى بالفضائل والسجایا الأخلاقیّة. فالمجتمع الخالی من الحسد والضغینة والحقد، والمفکِّرون الّذین لا یستخدمون فکرهم فی التآمر على الآخرین والتزویر والخداع، والمثقّفون وأصحاب العلوم إذا لم یستخدموا علومهم فی إلحاق الضرر بالناس ومساعدة أعداء الناس، وکان جمیع أبناء المجتمع یُریدون الخیر لبعضهم بعضاً ولا یتحاقدون ولا یتحاسدون، ولا یسعون لرغد عیشهم على حساب دمار الآخرین، ولا یطمعون بالاستئثار بکلِّ شیء. هذا هو التحوُّل الأخلاقیّ والحدّ الأدنى للمسألة". لبُّ الأخلاق: وإلى هذا المعنى یُشیر سماحة الإمام الخامنئی دام ظله بقوله: "أعزّائی... إنّ الإنسان فی أسمى شکلٍ وأکمل حیاة هو ذلک الإنسان الّذی یُمکنه التحرُّک فی سبیل الله ویرضی الله عنه، والّذی لا تأسره شهواته، ذلک هو الإنسان السالم والکامل. أمّا الإنسان المادّیّ الّذی یقع أسیر شهوته وغضبه وأهوائه النفسیّة وأحاسیسه فإنّه إنسان حقیر، مهما کان کبیراً على الظاهر وله منصب. فرئیس جمهوریّة أکبر دول العالَم الّتی تمتلک أکبر ثروات العالَم، إذا کان عاجزاً عن لجم شهواته وقمعها، وکان أسیر طلباته النفسیّة، فإنّه إنسان وضیع، أمّا الإنسان الفقیر الّذی یُمکنه أنْ یتفوّق على شهواته، ویطوی الطریق الصحیح، أی طریق کمال الإنسان وطریق الله، فإنّه إنسانٌ عظیم". وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمین