الإمام الخامنئی:

الأمریکیون وعلى الرغم من فضائح انتخاباتهم الأخیرة یهاجمون انتخابات الشعب الإیرانی

أشار سماحة الإمام الخامنئی إلى وقاحة الإدارة الأمریکیة التی تعمد إلى انتقاد نظام الجمهوریة الإسلامیة بقوله: الأمریکیون وعلى الرغم من الفضائح الکبیرة التی شهدتها انتخاباتهم الأخیرة إلا أنهم یقومون بمهاجمة انتخابات الشعب الإیرانی.

و أفاد موقع الحج أن سماحة آیة الله السید علی الخامنئی أشار یوم الخمیس خلال استقباله رئیس واعضاء مجلس خبراء القیادة الى أشکال عداء جبهة الاستکبار العالمی لایران، قائلا، ان عداء أمریکا والکیان الصهیونی "شدید وعملانی" لکن البعض الاخر لایظهر هذا العداء قول وفعلا بسبب مصالحهم. وفی بدایة کلمته أکد قائد الثورة الإسلامیة على ضرورة تعمیق وتحسین نوعیة أنشطة مجلس الخبراء، وخلال إشارته إلى أمر الإمام علی (علیه السلام) لمالک الأشتر قال سماحته: فی هذا المقطع من أمر أمیر المؤمنین یؤکد علیه السلام على أن المسؤولین ینبغی علیهم امتلاک حجة ودلیل لقیامهم بأی عمل أو نطقهم بأی کلمة أو حتى سکوتهم یمکنهم من خلالها الإجابة أمام الله والناس. وأضاف سماحته: فی کلام الإمام أمیر المؤمنین تم الإشارة بشکل واضح إلى أن طریقة تعامل المسؤولین یجب أن تکون دافعاً لثقة ومحبة الناس لهم، ویجب أن تکون نتائج عملهم ملموسة على الأرض وقابلة للمشاهدة فضلاً عن وجوب امتلاکهم الحجة القاطعة أمام الله والناس. وتعرض قائد الثورة الإسلامیة خلال کلمته لوضع الاستثمارات الأجنبیة بالذکر، حیث اعتبر سماحته جذب هذه الاستثمارات مبادرة إیجابیة وقال سماحته: حتى الآن نُفِّذ مقدار ضئیل من الاتفاقیات المبرمة مع الدول الأجنبیة، ولذلک لا ینبغی الجلوس وتعلیق الآمال على هذه الاستثمارات وإنما یتوجب علینا أن نقوم نحن بالتصدی للقیام بکل عمل یمکننا القیام به. ورأى الإمام الخامنئی فی الاقتصاد المقاوم بما یتسم به من أسس فکریة ونظریة قویة، السبیل الوحید لمعالجة مشاکل البلاد، لا بُدَّ من تطبیقه وتنفیذه، حیث قال سماحته: یجب أن یرى الناس آثار الاقتصاد المقاوم فی حیاتهم؛ الأمر الذی لم یتحقق بعد. وفی إشارة منه إلى مزایا الاقتصاد المقاوم وفوائده قال السید الخامنئی: لو کانت قد أُنجزت الأعمال الضروریة المتعلقة بموضوع الاقتصاد المقاوم، لکُّنا شهدنا الیوم اختلافاً ملموساً فی أوضاع الناس الاقتصادیة والمعیشیة. ولفت الإمام الخامنئی إلى ضرورة أن یرى الناس نتائج برامج وخطط الحکومة على أرض الواقع بقوله: قلت لرئیس الجمهوریة المحترم أیضاً أن عرض المؤشرات العامة أمرٌ جید –طبعاً إن کانت الإحصائیات دقیقة وغیر قابلة للطعن- ولکنها على أی حال لا تترک أثرها فی حیاة الناس على المدى القریب والمتوسط. وأضاف قائد الثورة الإسلامیة: إن شکاوى الناس تصل إلینا، ویجب علینا أن نتعامل مع قضایا مثل الإنتاج، توفیر فرص العمل، القضاء على الرکود وغیرها بطریقة یشعر من خلالها الناس بتأثیرها فی حیاتهم بشکل واضح، الأمر الذی لم یحدث حتى الآن. کما أکد سماحة الإمام الخامنئی على وجوب الإحساس بالمسؤولیة بقوله: إذا لم یکن لدینا الإحساس بالمسؤولیة فإننا خرجنا عن إطار الإسلام، إننا نتحمل مسؤولیة کبرى تجاه القضایا الثقافیة ومعیشة الناس، ولو أنّ شاباً مؤمناً واحداً انحرف عن الجادة بسبب أدائنا لا قدّر الله ، فمسؤولیة هذه الأمر تقع على عاتقنا. وتابع الإمام الخامنئی: لو کان الشعور بالمسؤولیة لدى المسؤولین یدفعهم دوماً للعمل والسعی والجهاد، لدلَّ ذلک على أنهم یسیرون وفقاً للخطوط الأساسیة للحکومة الإسلامیة، أما لو کان طریقنا یدلُّ على خلاف ذلک، فلنعلم أننا خرجنا عن أطر الحکومة الإسلامیة. وفی جزء آخر من کلمته اعتبر السید القائد "تحقق الأحکام الإسلامیة ولو بشکل تدریجی"، "عدم التراجع عن مسیر إجراء الأحکام الإسلامیة"، "محاربة الإستکبار العالمی ومواجهة الاستبداد الدولی والتصدی لطلب تفوق الکافرین على المؤمنین" أحد أهم ثوابت النظام الإسلامی الغیر قابلة للتشکیک. وتابع الإمام الخامنئی کلمته بتأکیده على أن المواجهة لا تعنی المواجهة العسکریة فقط بل إنها تتعداها لتشمل أبعاد وأشکال مختلفة منها الثقافیة والفکریة والسیاسیة والأمنیة. وأضاف سماحته: على الرغم من الهجمة المتواصلة التی تشنها القوى الکبرى والإمبراطوریات الإعلامیة الصهیونیة، فقد تقدم الشعب الإیرانی بعد انتصار الثورة الإسلامیة فی جمیع المجالات... حتى أننا تقدمنا فی المجال الثقافی والذی أُکن له أهمیة وقلقاً کبیرین، وشباب الیوم مستعدون للدفاع والتضحیة فی جمیع المیادین أکثر بکثیر من الشباب فی بدایة الثورة. کما تطرق قائد الثورة الإسلامیة إلى أهم أسس النظام الإسلامی بقوله: "الشعبیة والإتکال على الشعب"، "النزوع إلى العدالة"، "الوقوف فی وجه الظلم والفساد"، "الثقة بالنفس والعزة الوطنیة"، "الإحساس بالسیادة الثقافیة" و"عدم الخضوع للثقافة الأجنبیة" هی إحدى أهم أسس ومبادئ النظام الإسلامی وفی المجال الثقافی علینا أن لا نشعر بالضغف وأن لا نتراجع وإنما علینا أن نشعر دائماً بالتفوق الثقافی. واعتبر سماحته سعی النظام الإسلامی لإقرار الإسلام المحمدی الأصیل وحرکة الشعب الجهادیة العظیمة لتحقیق المبادئ، هو سر عداء المستکبرین العمیق والشامل للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة وقال سماحته: إنهم لایعارضون حکومة علماء الدین التی تطبق ظاهر الأحکام الإسلامیة ما دامت لاتصطدم مع مصالحهم ولهذا السبب نجد أنهم یقیمون علاقات حسنة مع بعض الدول التی تتمیز بهذه الخصوصیات. ورأى قائد الثورة الإسلامیة فی نجاة البلاد من التبعیة للقوى المستکبرة وسد الطریق علیهم لسوء استغلالها واحدة من ثمار التطبیق التدریجی للإسلام الأصیل فی إیران مشیراً إلى أنه لو قمنا الآن کما فعل نظام الشاه بالسماح للأمریکیین بالتدخل فی جمیع شوؤن إیران واعتمدنا علیهم فإننا لن نجد عقب ذلک مشکلة بإسم "الجمهوریة الإسلامیة". کما تطرق السید الخامنئی إلى وجود عدة مستویات للعداوة التی تکنها جبهة المتغطرسین للجمهوریة الإسلامیة مشیراً إلى أن عداء أمریکا والکیان الصهیونی هو عداء حاد وعملی ولکن البعض الآخر وحفاظاً على مصالحهم لا یظهرون عداءهم هذا بشکل واضح وصریح. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة الاستناد إلى معلومات موثوقة، القضایا الأمنیة والسیاسیة، ممارسة الضغط الاقتصادی الشدید والهجوم الشامل الخفی فی المجال الثقافی من المحاور الرئیسیة لمشاریع وعملیات جبهة الأعداء، قائلاً: إن الهدف الرئیس لهؤلاء هو جعل الشعب ییأس من النظام الإسلامی وسلب المسؤولین هذه الرکیزة الاساسیة فی الوقوف فی وجه العدو. وأکد قائد الثورة الإسلامیة فی کلمته على ضرورة امتلاک الحالة الهجومیة فی مواجهة الغرب فی جمیع المجالات بما فیها حقوق الإنسان والإرهاب وجرائم الحرب. ووجه الإمام الخامنئی انتقاده إلى النظام الأمریکی بقوله: الأمریکیون الذین تربطهم علاقات صداقة وتعاون مع أکثر أنظمة المنطقة خباثة ولاإنسانیة والذین أطلقوا هذه الفضیحة الکبرى خلال انتخاباتهم الرئاسیة الأخیرة، یقومون بمهاجمة انتخابات الشعب الإیرانی. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة العمق الإستراتیجی الواسع للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة فی العالم وخصوصاً فی منطقة الشرق الأوسط أهم انجازات العقود الأربعة الماضیة وأضاف سماحته: مناصرة الشعوب للنظام الإسلامی تمثل نقطة ارتکاز منیعة لنا، وهذه الحقیقة أثارت ثائرة الأمریکیین ودفعتهم للبحث عن سبیل لمواجهة نفوذ إیران المتزاید. المصىدر: موقع مکتب سماحة قائد الثورة الإسلامیة