مؤکدا ان الجمهوریة الاسلامیة لن تقبل بوثائق مثل وثیقة الیونیسکو 2030

الإمام الخامنئی: اعتماد آراء الناس نابع من الإسلام وهو أساس الجمهوریة الإسلامیة

أکد قائد الثورة الاسلامیة آیة الله العظمى الإمام السید علی الخامنئی إن للجمهوریة الإسلامیة هیبة فی عین أعدائها ومشارکة الشعب مصدر هذه الهیبة، مشددا على ضرورة المشارکة الشعبیة الکبیرة فی الانتخابات المقبلة.

وأفاد موقع الحج أنه بمناسبة أسبوع تکریم منزلة المعلّم التقى صباح یوم الأحد ٧/٥/٢٠١٧ عدد من المعلمین، التربویین وطلاب جامعة التربویین التی تُعنى بتعلیم وتخریج المعلمین بالإمام الخامنئی، وکان من أبرز ما جاء فی خطاب سماحته تأکیده على ضرورة مشارکة الشعب الإیرانی فی الانتخابات المقبلة حیث اعتبر الإمام الخامنئی أن مشارکة الشعب هی السبیل الوحید لدفع العداء وإظهار قوة البلاد. ‎وخلال اللقاء أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى أهمیّة مشارکة الشعب ودورها الفاعل فی دفع مکائد الأعداء وقال سماحته: ما هو ضروری بشکل مستعجل لإدارة مصالح الشعب والحفاظ علیها هو مشارکة الشعب. مشارکة الشعب هی التی تجعل العدو یهاب الجمهوریة الإسلامیة. ‎للجمهوریة الإسلامیة هیبة فی عین أعدائها؛ هل مصدر هذه الهیبة أمثالی أنا العبد الحقیر؟ أبداً؛ منشؤها الناس والمشارکة الشعبیة. منشؤها مشاعر وعواطف النّاس. ‎ وتابع الإمام الخامنئی: أقول کلامی هذا. علیهم أن لا یحرّفوا ما قلته بصراحة ویقولوا أنّ مراد فلانی هو أن مشارکة شعب ما تؤدّی إلى مجیء حکومة، وتلک الحکومة... لا؛ لا یوجد أی تأثیر للحکومات. ‎ ثم لفت سماحته قائلاً: هل نسیتم ما حدث فی تسعینیّات القرن الماضی؟ حیث قامت إحدى الحکومات الأوروبیّة باتّهام رئیس جمهوریّتنا واستدعائه إلى المحکمة؟ مع أنّنا کنّا نبدی المودّة لتلک الحکومة ونراسلها باستمرار. قامت تلک الحکومة ذاتها باستدعاء رئیس جمهوریّتنا؛ وجّهنا لها صفعة حتّى تراجعت. لم تکن لتتراجع لو لم نوجّه لها تلک الصفعة. ‎ وأکّد قائد الثورة الإسلامیّة: العدو، عدو. لا تهمّه هذه الحکومة وتلک. یضخّ العدو سمومه متى ما أتیح له المجال. لا یراعی أیّاً کان. لا یراعی أیضاً التصریحات الجمیلة والمواقف السیاسیة. ما یحول دون العداء ویمنع العداء هو الخوف من تواجد الشعب. لأن یخشى أن یقف فی وجهه بلد بثمانین ملیون نسمة، بلد یحتوی على طاقة بشریّة قویة وذکیّة ولدیه الملایین من الشباب. ‎ وفیما یخصّ انتخابات رئاسة الجمهوریّة المقبلة قال قائد الثورة الإسلامیة: إنّ اعتماد آراء النّاس أساس الجمهوریة الإسلامیّة. لقد علّمنا الإسلام اعتماد رأی الناس ولم یکن الأمر على هذا الشکل بأن نلزم الإسلام بالجمهوریة. ولو لم تکن الانتخابات لما بقی الیوم أثرٌ للجمهوریّة الإسلامیّة الإیرانیّة. ‎ وتابع سماحته القول: علیکم أن تشارکوا فی الانتخابات إذا ما أردتم أن یستمر شعورنا بالعظمة والاستقرار والأمان. علیکم أن تشارکوا إذا ما أردتم أن یحافظ نظام الجمهوریة الإسلامیة على شموخه وقوّته أمام عیون الناس -الأعداء والأصدقاء- فی أرجاء العالم. ‎ واعتبر الإمام الخامنئی أن المشارکة فی الانتخابات حفاظ على قوة وهیبة وأمن البلاد. ‎ کما أکّد سماحته على أنّ المشارکة هامّة بغضّ النظر عن الشّخص المنتخب وقال: لیس مهمّاً من نختار، المهم هو أن یحضر الجمیع ویشارک. أن یبدی الشعب جهوزیّته للدفاع عن الإسلام وعن الجمهوریّة الإسلامیّة. وأضاف قائد الثورة الإسلامیة: إنّ أی تقصیرٍ فی الانتخابات سیمهّد الأرضیة لأن ییأس النّاس وستتضرّر البلاد وأیّ شخص یساهم فی هذا الضرر سیکون مسؤولاً فی حضرة الله عزّوجل. ‎ واستکمل الإمام الخامنئی حدیثه قائلاً: إذا ما استمرّت هذه الهمّة والإرادة فی شعبنا بحول وقوّة من الله فسیستحیل أن یرتکب العدو أیّ حماقة. ‎ وفی مضمار آخر من حدیث سماحته قال الإمام الخامنئی معلّقاً على الوثیقة التی صدرت عن الأمم المتّحدة مؤخّراً: إنّ وثیقة الأونیسکو ٢٠٣٠ وما شابهها لیست من الأمور التی یمکن أن تقبل بها الجمهوریة الإسلامیة وتخضع لها. واستنکر سماحته فرض الأمم المتحدة التوقیع على هذه الوثیقة قائلاً: بأی صفة تقوم مجموعة دولیّة تقع تحت سیطرة القوى العالمیة بممارسة حقّها فی إملاء إرادتها على الشعوب ذات الثقافات المتنوّعة؟ ‎ أساس العمل خاطئ. أن نذهب لنوقّع وثیقة ومن ثمّ نأتی لننفّذها دون أدنى اعتراض؛ لا! هذا أمرٌ غیر جائز على الإطلاق؛ لقد أعلننا ذلک. ‎ وتابع سماحته: لدی عتاب على المجلس الأعلى للثورة الثقافیة. کان علیهم أن یحذروا ویحولوا دون أن ینتهی الأمر بذهابنا واعتراضنا لهذا العمل. هنا الجمهوریة الإسلامیّة. الأساس هنا هو الإسلام. الأساس هو القرآن. لیس هنا ذاک المکان الذی یمکن أن یُفرض فیه نمط العیش الغربی الفاسد والمدمّر. ‎ کما تحدّث الإمام الخامنئی حول التربیة والتعلیم معتبراً أنّ التربیة والتعلیم تشکّل المبنى الأساسی للعلم والأبحاث فی البلاد وأکّد سماحته على ضرورة إیلاء المسؤولین الأهمیّة وبشکل جدّی لتنفیذ وثیقة التحوّل فی التربیة والتعلیم، وأضاف: مسؤولیة وزارة التربیة والتعلیم هی تربیة جیل "مؤمن، وفی، قادرٌ على تحمّل المسؤولیة، لدیه ثقة بالنفس، مبدع، صادق، شجاع، صاحب حیاء، صاحب فکر ومعرفة، عاشق للشعب والنظام والبلاد ویسعى لتأمین مصالح البلاد". ‎ وخلال حدیثه أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى آیة الله الشهید مرتضى مطهّری واعتبر أن المعلّم الشهید کان أستاذاً حقیقیّاً فی القول، الفعل ونمط العیش وأضاف سماحته: لقد سلبنا أعداء البشریة والبلاد والإسلام إیّاه لکن کتب ذلک العظیم لا زالت تربّی العقول وتسوقها نحو المعارف الإسلامیة ویجب أن یستفاد من هذه الکتب القیّمة استفادة قصوى. وتابع سماحته: قوّة، قیمة وماء وجه البلاد، کلّ هذه الأمور مرهونة بالطاقة البشریة أکثر من أیّ شیء آخر والمعلّمون هم صنّاع أجیال المستقبل وصنّاع الطاقة البشریّة. وأکّد قائد الثورة الإسلامیة على ضرورة تکریم المعلم ومعرفة قدره فی المجتمع قائلاً: صرف الموازنات على الأساتذة والمعلمین من جملة وظائف المسؤولین لأنّ صرف موازنة للمعلمین هو استثمار کما قلتُ مراراً. وأشار سماحته إلى دور المعلّم البارز فی ترویج الأخلاق والخصال الحسنة لدى التلامیذ قائلاً: المعلم الصبور، المتدیّن والرّزین، یستطیع أن ینقل هذه الصفات لتلامذته من خلال تصرفاته. وأضاف الإمام الخامنئی متحدّثاً عن التربیة والتعلیم: إذا کان مسار التربیة والتعلیم مطابقاً للبرامج والسیاسات السلیمة فإنّ البلاد ستغدو غنیّةً من حیث العلم والأبحاث لکن فی حال أُهملت التربیة والتعلیم فإن البنیة التحتیة ستتضرّر ولن یکون من الممکن حساب کمیة الأضرار الناجمة عن هذا الأمر. وحذّر الإمام الخامنئی من الحراک الذی یسعى للقضاء على مکانة وقیمة وزارة التربیة والتعلیم وسلب الثقة من هذا الجهاز البالغ الأهمیّة وتابع سماحته القول: تتمّ إدارة هذا الحراک من خارج البلاد وإنّ السبیل الوحید لمواجهته هو إزالة نقاط الضعف الموجودة فی التربیة والتعلیم وسدّ الطریق أمام أی تغلغل واختراق. وختم قائد الثورة حدیثه بالإشارة إلى شهر شعبان وضرورة استغلال فرصة النصف من شعبان فی المناجاة والتقرّب إلى الله قائلاً: شهر شعبان هو شهر التوسّل والدعاء وهو مقدّمةٌ للدخول إلى شهر رمضان المبارک وقد تمّ تبیین سبل السعادة والهدایة فی الأدعیة الواردة فی هذا الشهر. المصدر : الموقع الرسمی لمکتب سماحة الإمام الخامنئی