الإمام الخامنئی یحذر من حذف "ثقافة الجهاد" من المناهج الدراسیة

أکد قائد الثورة الإسلامیة آیة الله العظمى الإمام السید علی الخامنئی أن نفس الضغوط والحوافز التی تمارس ضد الدول الإسلامیة لإجبارها على حذف المواد المتعلقة بالشهادة والجهاد من مناهجها المدرسیة، آخذة فی الإستمرار فی إیران حیث أنها تحاول إظهار نفسها على أنها أنشطة ثقافیة صغیرة، محذراً من المحاولات الرامیة إلى حذف ثقافة الجهاد من المناهج الدراسیة.

وأفاد موقع الحج نقلاً عن المکتب الإعلامی لسماحة قائد الثورة الإسلامیة أن الإمام الخامنئی إلتقى مساء الأربعاء بجمع من القادة وقدامى المحاربین والفنانین والقائمین على برامج لیالی ذکرى الدفاع المقدس (الحرب التی خاضها نظام صدام البائد ضد الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة بین عامی 1980م حتى 1988) حیث إعتبر أن نقل ذکریات الدفاع المقدس إلى الأجیال القادمة عبر الإستفادة من الطرق العلمیة والأدبیة والحدیثة أمراً فی منتهى الأهمیة وذا قیمة عالیة. وأکد قائد الثورة الإسلامیة أن من الدروس الخالدة للدفاع المقدس هی تلک التی تبین لنا أننا لو إتکلنا على الله بشکل عملی وآمنا بذلک بعمق، فإننا یمکننا التغلب على جمیع العقبات والتحدیات. وأضاف قائد الثورة الإسلامیة أن حقبة الدفاع المقدس وإلى جانب الخسائر المادیة والبشریة التی خلفتها وراءها فإنها ترکت آثاراً مهمة بالنسبة لیومنا هذا، قائلاً: إن حفظ وتعزیز الروح الثوریة فی المجتمع وإستمرار الثورة یعد واحداً من آثار تلک الحقبة، وأنه لو لم تکن تلک الحرکة الجهادیة والمضحیة موجودة، لکانت الروح الثوریة من دون أدنى شک معرضة الیوم للتهدید والأخطار. وإعتبر الإمام الخامنئی أن حقبة الدفاع المقدس مثلت خلال تلک الفترة المعنى الحقیقی للإتکال على الله سبحانه وتعالى وعدم الخوف من القوى والتغلب على العقبات عبر هذا التوکل العملی، قائلاً: إن کل مجتمع وعندما یکون بصدد السیر نحو التقدم والتطور لا بد وأن یواجه عقبات وتحدیات، وإذا کان هذا المجتمع یمتلک أهدافاً معنویة ومناهضة للسعی وراء القوة، وحب الدنیا، فإنه ما من شک أن هذه العقبات ستزید، وعلیه فالتوکل العملی على الله جل وعلا والشعور بالقدرة على التغلب على العقبات یعتبر أمراً مهماً فی مثل هکذا مجتمع. وذکر قائد الثورة الإسلامیة أن الجمهوریة الإسلامیة یمکنها القول الیوم أنها إستطاعت التغلب على جمیع التحدیات التی تواجهها، لأنها تمتلک تجربة التغلب على عقبات وتحدیات کثیرة وصعبة خلال حقبة الدفاع المقدس. وأکد الإمام الخامنئی أنه فی حال إمتلکنا الإیمان القلبی والتوکل على الله سبحانه وتعالى وقمنا بتطبیق ذلک، فإن الجبال أیضاً ستخضع لمثل هذه الإرادة، ولن یکون بمقدورها الصمود والمقاومة. وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى الظروف الصعبة التی واجهتها البلاد فی بدایات الحرب المفروضة، قائلاً: فی النصف الثانی من العام 1980 وحتى بدایات العام 1982م واجهنا ظروفاً صعبة للغایة فی مجال الحرب، وکنا نمر بأصعب الظروف فیما یخص إمتلاک المعدات العسکریة والقوات المسلحة المستعدة والمنظمة، حیث وصل العدو البعثی إلى عمق 10 کیلومترات داخل مدینة أهواز. وتابع سماحته بالقول إلا أن القادة والمجاهدین حینذاک وعبر التوکل على الله سبحانه وتعالى وإدراک القدرات والقوة التی کانوا یتمتعون بها والإتکال علیها، إستطاعوا تغییر الظروف، والقیام بعملیتین عسکریتین کبیرتین فی النصف الأول من العام 1982م وهما عملیتا "الفتح المبین" وبیت المقدس" اللتین أسفرتا عن أسر الآلاف من قوات العدو البعثی وإسترجاع جزء کبیر من أراضی البلاد وتحریر خرمشهر. وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى ان جمیع القوى العالمیة خلال حقبة الدفاع المقدس مثل أمریکا، والناتو، والإتحاد السوفیتی السابق، والرجعیین فی المنطقة وقفوا ضد الجمهوریة الإسلامیة، قائلاً: فی مثل هذه الظروف إستطعنا التغلب على جمیع هذه القوى، متساءلاً یا ترى ألا تکفینا هذه التجارب العملیة للشعور بالطمأنینة والراحة القلبیة؟. وأشار الإمام الخامنئی إلى الآیة القرآنیة الکریمة التی تقول "وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا"، مؤکداً أنه فی حال الإتکال على الله سبحانه وتعالى إتکالاً حقیقیاً، فإننا یمکننا الإنتصار بالإیمان على جمیع الصعاب والتحدیات. وختم قائد الثورة الإسلامیة بالتأکید على ضرورة عدم الغفلة أبداً، قائلاً: یجب أبقاء ذکرى الدفاع المقدس وثقافة الجهاد حیة، لکی یلتحق جیل الیوم بذلک الجیل الذی خلق فی أوج تاریخ الدفاع المقدس.