الجزء الاول..

مکانة الشیعة والمستقبل الذی ینتظرهم فی السعودیة

یتعرض الشیعة فی السعودیة بشکل دائم الى شتى انواع الضغوط ولایتمتعون کباقی المواطنین السعودیین بأبسط الحقوق الاساسیة کما انهم لایتولون ای مناصب سیاسیة واقتصادیة واجتماعیة فی البلاد.

وأفاد موقع الحج أن تأسیس الحکومة السعودیة رافقه منذ البدایة قمع وتهمیش للشیعة واکتسبت سیاسة اضعاف الشخصیات الشیعیة صبغة حکومیة وتحولت الى سیاسة رسمیة لنظام آل سعود. وفی ظل هذه الاجواء، ورغم ان الشیعة یسعون للحفاظ على هویتهم، تبنوا سبلا مختلفة بدءا من الثورة وانتهاء بالحوار والمساومة مع الحکومة، لکنهم لم یحققوا اهدافهم حتى الان، وبالنظر الى التعاطی العنصری من قبل آل سعود مع الاقلیة الشیعیة سنقوم فی هذا الملف بدراسة الحالة والتحدیات والسیناریوهات التی تنتظر الشیعة فی السعودیة. ستتواصل ممارسات التمییز والعنصریة بحق الشیعة فی السعودیة وذلک بسبب الارتباط بین هیکلیة القوة والایدیولوجیة الوهابیة والاختلاف فی النظرة النضالیة بین الناشطین الشیعة، کما انه لن یکون الخروج من هذه الحالة مفیدا، لذلک یجب على قیادات ونخب الشیعة القبول بالحالة الموجودة وتبنی استراتیجیات سلمیة قائمة على الحوار وتعزیز تعاملهم وعلاقاتهم مع باقی المجموعات والشبکات الداخلیة. مقدمة تعتبر الشیعة فی السعودیة اقلیة مهمة وبارزة حیث یقطن معظمها فی المنطقة الشرقیة التی تعتبر اکبر منطقة نفطیة سعودیة، ویتعرض الشیعة فی السعودیة بشکل مستمر للتمییز السیاسی والثقافی والاقتصادی وتتجاهل هویتهم الشیعیة، وبوصفهم اقلیة صغیرة لایمکنهم بأی شکل التمتع بتأثیر سیاسی کبیر فی هذا البلد. لذلک، کانت ممارسات التمییز المختلفة عبر التاریخ مصداقا لحقیقة ان الشیعة یتعرضون دوما للضغوط ولایمکنهم التمتع کباقی المواطنین السعودیین بأبسط الحقوق الاساسیة کما انهم لایتولون ای مناصب سیاسیة واقتصادیة واجتماعیة. وفی ظل هکذا اجواء من التمییز والقمع، حاول الشیعة خلال مراحل مختلفة الرد على القیود المفروضة لأحیاء هویتهم الشیعیة عبر تأسیس حرکات ثوریة وتحرکات مسلحة، حیث ادت سیاسة القمع والرد الحکومی الهمجی من جهة وتغییر الظروف الداخلیة والاقلیمیة الى تغییر سیاستهم واستراتیجیتهم نحو السبل السلمیة والحوار مع الحکومة. وفی الحقیقة ان التخلی عن الطریق الثوریة مع الحکومة السعودیة ادى الى تحسن اوضاع الشیعة فی المنطقة الشرقیة قلیلا، ورغم ذلک ان حکام السعودیة یقومون ببعض ممارسات التمییز بین الحین والاخر، وفی ظل هذه الاجواء ان نجاح الاقلیة الشیعیة مرتبط بإتخاذ استراتیجیة المساومة واستغلال الاجواء المتوفرة من اجل الحوار مع الحکومة. والسؤال الرئیسی الذی یطرح نفسه بعد تلک التحلیلات هو انه بالنظر الى سیاسة آل سعود الرسمیة القائمة على تهمیش الشیعة، کیف یجب ان تطرح الاستراتیجیة المتخذة من قبل الشیعة فی ظل هذه الاجواء؟ والفرضیة التی سنطرحها ردا على ذلک السؤال هی انه بالنظر الى الارتباط بین القدرة والسیاسة فی السعودیة مع الفکر الوهابی والاختلاف بین اسالیب النضال وعدم الانسجام البنیوی والتشکیلاتی بین المجموعات الشیعیة، ان الاستراتیجیة المتخذة من قبل الشیعة یجب ان تأخذ بعین الاختبار المنطق وحقائق السیاسة والمذهب فی السعودیة من جهة ومن جهة اخرى ماهو مسموح وممنوع للمجتمع الشیعی وامکانیة توفیر مصالح وهویة الشیعة عبر السبل السلمیة ، وللاجابة على ذلک سندرس فی البدایة حالة ومکانة الشیعة فی السعودیة ومن ثم التطرق الى سیاسات حکومة آل سعود المناهضة للشیعة، ومن ثم تشکیل الحرکة الشیعة فی السعودیة وفی النهایة التطرق الى السیناریوهات المرتقبة لهذه الاقلیة وسبل الخروج من هذه الحالة. حالة ومکانة الشیعة فی السعودیة تحظى دراسة اوضاع الشیعة بالسعودیة بأهمیة بالغة ویمکن عبر معرفة هذه الاقلیة الشیعیة الحصول على حقائق ووقائع مفیدة، اولها، ان شیعة المنطقة الشرقیة یقطنون فی اکثر المناطق الاستراتیجیة حیویة فی هذه المملکة، هذه المنطقة التی یقع فیها اکثر الحقول النفطیة السعودیة وابرزها الغوار والقطیف بوصفهما اکبر حقول النفط فی العالم، وثانیها، من الناحیة الامنیة الدولیة والتجارة العالمیة یقطن شیعة السعودیة فی منطقة قریبة من ثلاثة دول مطلة على الخلیج الفارسی هی ایران والعراق والبحرین وتشکل الشیعة غالبیة هذه الدول، وآخرها، ان الشیعة بوصفهم مجموعة متمیزة بسبب خصائصها ورؤیتها المذهبیة وقدرتها السیاسیة یشکلون اکبر رکن معارض فی السعودیة. فی الحقیقة ان حالة ومکانة الشیعة الحالیة متأثرة بحرکة الاحیاء الدینی وتطهیر الاسلام من شرک وبدعة محمد بن عبدالوهاب، ان اتحاد عبدالوهاب ومحمد بن سعود فی عام 1744 منح الشرعیة لمشروع تأسیس حکومة فی عام 1932، ان الشیعة فی السعودیة منذ بدایة تأسیس حکومة السعودیة تعرضوا الى ضغوط سیاسیة واجتماعیة واقصادیة شدیدة بسبب التوجه الشدید من الحکومة السعودیة نحو الوهابیة ولم یحظوا بای وسیلة للدخول بسلسلة المناصب فی السعودیة، والیوم تستولی الوهابیة على القضاء والتعلیم والقضایا المذهبیة فی السعودیة. ویظهر بشکل واضح عدم المساواة والتمییز بین الشیعة عن باقی السعودیین، حیث تمتنع الحکومة السعودیة بشکل متعمد عن تقدیم احصائیة رسمیة عن الاقلیات لاسیما الشیعة، ان احصاء عدد الشیعة فی السعودیة بشکل دقیق امر مستحیل الى حد ما، لکن نسبتهم تقدر بین 5-15 بالمئة من سکان السعودیة و33 بالمئة من سکان المنطقة الشرقیة، لکن حسب احصائیات غیر رسمیة قدر عدد الشیعة فی السعودیة بأکثر من ملیون و700 الف شخص حیث یقطن غالبیتهم فی المنطقة الشرقیة، ویشکل الشیعة فی القطیف 97 بالمئة والاحساء 60 بالمئة والدمام مرکز الشرقیة 20 بالمئة من سکان هذه المناطق، کما یسکن الاسماعیلیون ایضا فی المناطق الجبلیة جنوب غرب المملکة والمتاخمة للحدود الیمنیة حیث یعتبرون من الاقلیات ایضا. ویطوق السکان الشیعة الذین یقطنون فی الحدود الشرقیة وفی المرکز النفطی فی السعودیة، بحدود المجتمع السنی جغرافیا واجتماعیا، حیث یعتبر عدم المواکبة والحرمان المؤسساتی من العوامل الرئیسیة لاحتجاج واعتراض المعارضة الشیعیة. ولاقت الاحتجاجات فی القطیف والاحساء الرفض والقمع فی الماضی عدة مرات لاسیما بعد عام 1979 بسرعة وبشکل وحشی، وکان اخرها عندما شهدت هجوم القوات السعودیة فی عام 2009 على الحجاج الشیعة فی المدینة ومظاهرات مارس 2011 فی القطیف، وان شدة العداء للشیعة بین السنة فی السعودیة قیدت قدرة حرکة الاصلاح الشیعیة فی الحصول على دعم خارجی. ویفکر شیعة المناطق الشرقیة فی السعودیة بوصفهم احدى المجموعات المعارضة للحکومة السعودیة فی الوقت الراهن بکیفیة قدرتهم على اضعاف المبادىء الادیولوجیة ومشروعیة النظام السیاسی الحاکم فی السعودیة عبر تقدیم تفسیر آخر للروایات التاریخیة. /نهایة الجزء الاول/ المصدر: تسنیم


| رمز الموضوع: 68475




السعودية الشيعة