الجزء الثانی..

سیاسات السعودیة المناهضة للشیعة

یتعرض الشیعة فی السعودیة بشکل دائم الى شتى انواع الضغوط ولایتمتعون کباقی المواطنین السعودیین بأبسط الحقوق الاساسیة کما انهم لایتولون ای مناصب سیاسیة واقتصادیة واجتماعیة فی البلاد.

وأفاد موقع الحج ان تأسیس الحکومة السعودیة رافقه منذ البدایة قمع وتهمیش للشیعة واکتسبت سیاسة اضعاف الشخصیات الشیعیة صبغة حکومیة وتحولت الى سیاسة رسمیة لنظام آل سعود. وفی ظل هذه الاجواء، ورغم ان الشیعة یسعون للحفاظ على هویتهم، تبنوا سبلا مختلفة بدءا من الثورة وانتهاء بالحوار والمساومة مع الحکومة، لکنهم لم یحققوا اهدافهم حتى الان، وبالنظر الى التعاطی العنصری من قبل آل سعود مع الاقلیة الشیعیة سنقوم فی هذا الملف بدراسة الحالة والتحدیات والسیناریوهات التی تنتظر الشیعة فی السعودیة. سیاسات السعودیة المناهضة للشیعة الطائفیة فی السعودیة ظاهرة شائعة، وتظهر اسالیب التمییز بحق الشیعة بأشکال مختلفة، تاریخیا، یتبنى النظام الملکی ممارسات کثیرة فی هذا الشأن، والطائفیة کانت نتیجة اتحاد الملکیة مع حرکة الوهابیة والمعاهدة التی اسست لاول حکومة سعودیة، لذلک ان تاریخ فرض الکثیر من اسالیب التمییز على الشیعة تعود الى عهد تشکیل الحکومة والمراحل الاولیة لتوسعها. فی بلد کالسعودیة التی تتخبأ اسس شرعیتها فی مبادىء الوهابیة والاتحاد التاریخی معها، یکون القضاء على الشیعة ومناهضتهم کمبدأ، ونشاهد الکثیر من تلک الاعمال منذ القرن الثامن عشر المیلادی حتى یومنا هذا، ان مناهضة الشیعة یتم دعمها من قبل هذا النظام ووفق مقتضیات المرحلة وتحقیق الاستراتیجیة ویلجأ الیها النظام مادامت الوهابیة رکنا من ارکان واجزاء النظام السعودی الرئیسیة. یعتبر اعطاء المجال للشیعة "حراما" وفق الاحکام التی یطلقها علماء الوهابیة لان الاصلاحات واعطاء مزید من الحریات للاقلیات الدینیة سیؤدی فی النهایة الى اتحاد شیعة السعودیة مع الکفار. وحسب أراء نشطاء الوهابیة خلال العقدین الاخیرین ان شرعیة الحکومة السعودیة معتمدة على موقف ومکانة الوهابیة بالنسبة للشیعة، ویساعد تفسیر أهمیة هذه المقولة فی هذا الشأن کثیرا على فهم القضیة، فعلى سبیل المثال ارسل الشیخ "ناصر العمر" احد نشطاء السلفیة الجدد المعروفین فی عام 1993 کتابا الى هیئة کبار العلماء حول نفوذ الشیعة فی جمیع المجالات الحکومیة بالسعودیة. وکان هذا الکتاب یحاول لفت الحکومة الى اهمیة الشیعة -حیث کان یزعم ان انشطة الشیعة تتزاید فی المجالات التعلیمیة والتجاریة والزراعیة والدعائیة- فی الحقیقة کان هدف هذا الکتاب هو تذکیر الحکومة والعلماء بأن اتخاذ موقف متساهل حیال الشیعة سیؤدی الى المخاطرة بالحکومة السعودیة. ویستنبط من الروایات الرسمیة والنصیة التی توجد فی السعودیة حول الاقلیات الدینیة ان اهم عائق امام نجاح العالم الاسلامی هو الطائفیة المذهبیة وعدم وحدة المسلمین، ان احد الاقسام المهمة للغایة فی مجال القصص التاریخیة هو المتعلق بالفرق المنحرفة او المجموعات التی ابتعدت عن الاسلام الصافی کالسبئیة والخوارج والباطنیة والاسماعیلیة. تشیر النصوص المذکورة الى وجود الاقلیات فی السعودیة، ولکن هؤلاء لیس لدیهم معلومات دقیقة عن شیعة السعودیة وشیعة ایران التی وضعت قیادة السعودیة على العالم الاسلامی امام تحد خلال السنوات الاخیرة، کما تعرض الشیعة خلال حکم السعودیین للتمییز الرسمی دوما واضاعة الحقوق الاجتماعیة والتی سیشار لها کالتالی: ممارسات التمییز المذهبیة والثقافیة نشأت رؤیة وتوجه الحکومة السعودیة واساسها المذهبی العام من المواقف والرؤیة المذهبیة للوهابیة حیال الشیعة وقامت بحرمان الشیعة من المکانة المتساویة مع باقی الفرق المسلمة. والنقطة التی یجب الانتباه لها هنا ان حکام السعودیة یرغبون بنشر رؤیة سیکون فیها علماء الوهابیة العامل الرئیسی وقوة اثارة نظام فرض العذاب والتعذیب على الشیعة. وهذه الرؤیة فی الحقیقة "مرضیة" للمسؤولین السعودیین لان مهمة المصائب المفروضة على الشیعة تلقى عن عاتقهم واظهار علماء الوهابیة "مقصرین" فی رؤیة المجتمع الشیعی. یتعرض الشیعة من الناحیة الدینیة لممارسات تمییز دینیة منظمة ورسمیة وقانونیة، حیث اصدر فی عام 1927 کبار علماء السعودیة فتوى لدیها ادلة على تکفیر الشیعة وتبین ان الشیعة لایحق لهم ان یمارسوا اعمالهم الدینیة فإذا رفضوا هذه العقوبات یجب ابعادهم من ارض الملسمین، حیث کان حق الشیعة فی بناء المساجد او ترمیم اماکن عبادتهم مقیدا جدا، ولایسمح لهم نشر ای اثر مکتوب حول التشیع او حیازته. وفی الثقافة، منع المسؤولون السعودیون بشدة الانشطة الثقافیة والاحتفالات والمراسم الدینیة والتراث التاریخی للشیعة او الغوها بالکامل، کما ان استخدام بعض الاسماء الشیعیة غیر قانونی ایضا کما فرض فی النظام التعلیمی تعالیم الوهابیة على الشیعة، وتم تغییر اسم الاحساء الى المنطقة الشرقیة اسم یفقد ای مضمون ثقافی یندرج ضمن تلک الخطوات، لذلک یشعر الشیعة ان النظام یتعمد القضاء على جمیع رموز الثقافة الشیعیة. ممارسات التمییز السیاسیة اشراک الشیعة فی المستویات العالیة من القوى والسلطة والتمتع بنسبة من الاستقلال والحریة من اهم القضایا التی لم تقلق صناع السیاسة السعودیة ابدا وبالنتیجة رافقها اقصاء الشیعة من المشهد السیاسی. ویمکن القول ان الشیعة من الناحیة السیاسیة محرومون من جمیع الاعمال الحکومیة المهمة حتى انهم لایتمتعون بحق تقریر المصیر او الحکم الذاتی فی الشؤون المتعلقة بمناطقهم. لیس للشیعة ای تأثیر فی الحکومة السعودیة ویتولون عددا ضئیلا من الوظائف الحکومیة، حیث ادى ابعاد الشیعة من السلطة الى عزلتهم من الناحیة السیاسیة وفقدان تأثیرهم. ممارسات الحرمان الاقتصادی کانت الازمة والمواجهة بین الشیعة والنظام السعودی دوما سبب المشاکل الاقتصادیة للشیعة فی المنطقة الشرقیة منذ عام 1913، حیث ادى احتلال الاحساء الى تردی الاوضاع الاقتصادیة للشیعة فی هذه المنطقة، فی الحقیقة ان محافظة الاحساء لدیها حصة ضئیلة جدا من الرفاهیة العامة التی توجد فی المناطق الاخرى من السعودیة. وتحسنت هذه الحالة خلال العقد الاخیر الى حد ما لکن الفارق لایزال کبیرا ولافتا بینها وبین باقی المناطق، کما یطرد الشیعة من العمل لاسیما فی شرکة ارامکو النفطیة ورغم ان الشیعة کانوا حتى عام 1970 یشکلون نصف القوى العاملة فی هذه الشرکة لکنهم لم یتمتعوا بهذه الثروة العظیمة کأبناء وطنهم من السنة کما کانوا یمنعون من تولی وظائف کبیرة فی هذا القطاع. وبناء على ذلک یتواجد الشیعة فی ادنى الوظائف الاجتماعیة والاقتصادیة وان مؤشرات الطائفیة التی یتبناها نظام آل سعود تظهر دوما فی تخصیص الوظائف على المستوى التنفیذی. /نهایة الجزء الثانی/ المصدر: کتاب الشرق الاوسط 9 خاص بالقضایا السعودیة الداخلیة


| رمز الموضوع: 68548




السعودية الشيعة