قائد الثورة: المعیار السلیم فی اتخاذ القرارات هو تکریس المصالح الوطنیة

اکد قائد الثورة الاسلامیة الامام آیة الله السید علی خامنئی، ان المواطنین فی تصویتهم بالانتخابات ادوا جمیعا عملا مشترکا تمثل بالاعراب عن الثقة بالنظام الاسلامی.

و أفاد موقع الحج أن قائد الثورة الاسلامیة أضاف لدى استقباله، یوم الاثنین، کبار مسؤولی البلاد، انه ینبغی أن لا نجتزئ من هذا العمل المشترک أقوالا تؤدی لهدر هذا التحرک بتقسیم الشعب بین من قال نعم وقال لا. وتابع قائلا : اذا اردنا ان ندیر البلاد بشکل سلیم وندیر الفرص والتحدیات فعلینا ان نحدد الطریق بعیدا عن المتاهات، علینا ان نختار القرارات الصائبة التی تؤمن المصالح الوطنیة التی لا تنافی الهویة الوطنیة والثوریة للشعب الایرانی. وراى آیة الله خامنئی ان المصالح الوطنیة تکون مصالح واقعیة متى ما کانت لا تتعارض مع الهویة الوطنیة والثوریة للشعب الایرانی واستطرد القول: المعیار السلیم فی اتخاذ القرارات هو تکریس المصالح الوطنیة. و أشار قائد الثورة الاسلامیة الى تصرفات الامریکیین الوقحة بعد الانتخابات الرئاسیة فی ایران فی تشدید الحظر والمزید من قرع طبول العداء ضد البلاد، داعیا الى مواجهة هذا العداء بخلق اجواء جدیدة من التعاون وتکریس الجهود لتحقیق الهدف المشترک وهو تقدم وتطور الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة. وبین ان الانتخابات الرئاسیة الایرانیة کانت انجازا کبیرا واظهرت قوة الثورة الاسلامیة و عمق نفوذ النظام الاسلامی فی قلوب ابناء الشعب الایرانی مشیرا فی الوقت نفسه الى تجاهل الاعلام الدولی لهذا الامر. واعتبر سماحة قائد الثورة الاسلامیة ان من ضروریات تحقیق الاهداف وارکاع العدو هو الصمود وبذل الجهود داعیا الجمیع الى تقدیم المساعدة للمسؤولین فی البلاد. واکد آیة الله العظمى السید الإمام علی الخامنئی ان المعیار السلیم فی اتخاذ القرارات من قبل المسؤولین الایرانیین هو تکریس المصالح الوطنیة واصفا المحاولات التی من الممکن أن تؤدی إلى انقسام الشعب، بانها تجربة خطرة. وأکد قائد الثورة الإسلامیة على ضرورة ألا تخضع المصالح الوطنیة للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة للضغوط الخارجیة. وأوضح الإمام الخامنئی أن قوى الإستکبار ستنتهج سبلاً مختلفة للوصول إلى أهدافها، قائلاً: إن إحدى الطرق التی ینتهجها المستکبرون لتحقیق مصالحهم هی تلک المسماة بالـ "المعاییر الدولیة" کی یتهموا بذلک الدول المستقلة والمقارعة للظلم بخرق هذه المعاییر. وقال قائد الثورة الإسلامیة أنهم طرحوا مؤخراً فی تصریحاتهم إزاء إیران التی تناولت المعاییر الدولیة، موضوع "زعزعة الإستقرار فی المنطقة" حیث أنه وللرد على ذلک ینبغی القول أولا للأمریکیین ما علاقتکم بهذه المنطقة، وثانیاً أنکم أنتم أیها الأمریکیون وعملائکم السبب فی زعزعة إستقرار هذه المنطقة. وأشار الإمام الخامنئی إلى دور أمریکا فی إیجاد تنظیم داعش الإرهابی والدعم العسکری واللوجستی الذی یقدم لهذا التنظیم، قائلاً: إن إدعاء تأسیس حلف ضد داعش محض کذب، إلا أن الأمریکیین یعارضون فقدان السیطرة على تنظیم داعش، لکن عندما یرید طرف القضاء على هذا التنظیم، عندها تقف أمریکا بمواجهة هذا الطرف. وإعتبر قائد الثورة الإسلامیة الإتهامات الأخیرة التی وجهها الرئیس الأمریکی لإیران بأنها تدعم الإرهاب، والإتهامات المتعلقة بحقوق الإنسان بأنها جاءت فی إطار الطرق التی ینتهجها المستکبرون لتأمین مصالحهم. وقال الإمام الخامنئی أن الأمریکیین یتحدثون إلى جانب حکام القرون الوسطى والقبلیین من حکام السعودیة عن حقوق الإنسان فی مکان لا یشم فیه حتى ریحاً للدیمقراطیة، وإتهام الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة التی تعتبر مظهراً من مظاهر حکم الشعب، أمر یبعث على الضحک بحق، وبصمة سوداء ستبقى إلى الأبد فی جبین هؤلاء. وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى الرسالة التی بعثها وزیر الخارجیة الإیرانی محمد جواد ظریف إلى المسؤولین الأوربیین فی ما یخص الخروقات الأمریکیة للإتفاق النووی، قائلاً: إن وزیر الخارجیة السید ظریف لا یعارض المفاوضات النوویة، لکنه کونه إنسان متدین، ویمتلک ضمیراً، ولدیه أحساس بالمسؤولیة قام بإرسال رسالة شرح فیها الخرق الأمریکی لأصل وروح الإتفاق النووی. ودعا قائد الثورة الإسلامیة "لجنة الإشراف على الإتفاق النووی" إلى القیام بواجباتها بکل دقة وتنفیذ هذه الواجبات بشکل کامل، قائلاً: إن فی تقبل الإتفاق النووی قمنا بتحدید بعض الشروط بشکل مکتوب حیث یتوجب على لجنة الإشراف على الإتفاق النووی العمل بدقة لضمان مراعاة هذه الشروط. وأکد قائد الثورة الإسلامیة أن العدو عندما یقف بکل وقاحة فی مواجهة الجمهوریة الإسلامیة ومسؤولیها، فإن أی تقصیر من جانب هؤلاء المسؤولین سیؤدی بهؤلاء المسؤولین إلى مزید من الضعف وقلة الحیلة، ویجعل العدو أکثر وقاحة، لذا ینبغی أخذ کامل الحیطة والحذر. وإعتبر الإمام الخامنئی تعزیز القدرات العسکریة والأمنیة أمراً فی غایة الأهمیة، مؤکداً على ضرورة الإدارة الصحیحة للبلاد، وإدارة إستغلال الفرص، وکذلک إدارة التهدیدات، وتحدید ما یجب القیام به وما لا یجب القیام به. وأضاف قائد الثورة الإسلامیة بالقول أنه من الطبیعی أن تسعى أمریکا إلى القضاء على عناصر إقتدار إیران مثل حرس الثورة الإسلامیة وفیلق القدس، وعلیه ستقوم بوضع شروط کتلک التی تطالب بإبعاد حرس الثورة، ومنعه وقوات التعبئة الشعبیة من التدخل فی القضایا الإقلیمیة، ومطالبتنا ببناء سلوکنا على هذا النحو، إلا أنه یجب على جمیع المسؤولین العمل وخلافاً لرغبة العدو، على تعزیز وتقویة عناصر القوة والإقتدار والکرامة لإیران الإسلامیة، مثل القوات المسلحة، وحرس الثورة، والتعبئة وجمیع القوى الثوریة والمؤمنة. وأشار قائد الثورة الإسلامیة إلى الخلاف مع أمریکا، قائلاً: کثیر من هذه الخلافات لا یمکن حلها، لأن مشکلة أمریکا مع إیران لیست متعلقة بقضایا مثل الطاقة النوویة، وحقوق الإنسان، بل إن مشکلة أمریکا هی مع أصل الجمهوریة الإسلامیة. وقال قائد الثورة الإسلامیة أن وصول النظام الإسلامی إلى سدة الحکم فی منطقة إستراتیجیة وأرض غنیة مثل إیران، وإنتهاج سیاسات مستقلة، تعتبر عاملاً أساسیاً لعداء الأمریکیین للجمهوریة الإسلامیة. وتابع الإمام الخامنئی بالقول إن مشکلة الأمریکیین هی مع أصل إستقلال البلاد، وحتى لو جاءت حکومة غیر متدینة وغیر ثوریة لتحکم هذه البلاد، ولکن کونها ستکون مستقلة فإن هذا سیکون کافیاً لأن تقوم أمریکا بمناصبتها العداء والتأمر علیها. وإعتبر قائد الثورة الإسلامیة أموراً مثل "حقوق الإنسان، والإرهاب، وإدعاءات زعزعة الإستقرار فی المنطقة من قبل إیران" کلها أعذار وحجج یتحجج بها الأمریکییون على النظام الإسلامی، قائلاً: إن أمریکا هی الإرهاب بعینه، وتدعم کیاناً مثل الکیان الصهیونی الذی یعتبر لب الإرهاب. وأضاف الإمام الخامنئی أن أمریکا منذ الیوم الأول لنشأتها قامت على القتل والظلم، والإرهاب، وعلیه فإن من غیر الممکن التوصل مع أمریکا لحلول للخلافات معها. وذکر قائد الثورة الإسلامیة أن على الأمریکیین أن یعلموا أن الجمهوریة الإسلامیة سوف لن تتراجع عن مواقفها فی مقارعة الظلم، والدفاع عن فلسطین، وأنها سوف تواصل العمل على إحقاق حقوق شعبها. المصدر : تسنیم