لدى استقباله کبار المسؤولین وسفراء الدول الاسلامیة بمناسبة عید الفطر السعید..

الامام الخامنئی: الجهاد ضد الکیان الصهیونی واجب الیوم على العالم الاسلامی وأمر ضروری

موقع الحج : استقبل قائد الثورة الاسلامیة آیة الله العظمى الامام السید علی الخامنئی الیوم الاثنین کبار المسؤولین وسفراء الدول الاسلامیة وجمع غفیر من المواطنین بمناسبة عید الفطر السعید وأکد سماحته فی کلمة له فی المناسبة ان الجهاد ضد الکیان الصهیونی واجب الیوم على العالم الاسلامی وأمر ضروری.

و هذه نص کلمة الإمام الخامنئی لدى لقائه مسؤولی النظام الإسلامی وسفراء البلدان الإسلامیة بمناسبة عید الفطر کلمة الإمام الخامنئی لدى لقائه مسؤولی النظام الإسلامی وسفراء البلدان الإسلامیة بمناسبة عید الفطر 2017/06/26 بسم الله الرحمن الرحیم والحمد لله رب العالمین، والصلاة والسلام على سیدنا ونبینا أبی القاسم المصطفى محمد، وعلى آله الطیبین الطاهرین المعصومین، سیما بقیة الله فی الأرضین. أبارک عید الفطر السعید لکم جمیعاً أیها الإخوة والأخوات، وسفراء البلدان الإسلامیة المحترمین، والضیوف الحاضرین فی هذه الجلسة، ولکل شعب إیران الکبیر، ولکل الأمة الإسلامیة العظیمة فی أقطار العالم. أتمنى أن یشمل الله تعالى بألطافه هذه الأمة الکبیرة، وأن یکون هذا العید مبارکاً على الأمة الإسلامیة بالمعنى الحقیقی للکلمة. الحقیقة أن الأمة الإسلامیة تعانی الیوم من مشاکل کثیرة. وقد تحمّل ویتحمّل جسمُ هذه الأمة جراحاً، وأهم هذه الجراح هو الخلافات. یحاول أعداء الإسلام أن یخلقوا خلافات وشقاقاً وعداءً بین الجماعات المسلمة بذرائع مختلفة، بذرائع قومیة، وبذرائع مذهبیة وطائفیة، وبذرائع جغرافیة، وبذرائع النّزاعات الحدودیة وعلى الأراضی. لدیهم کل هذه الذرائع، وللأسف فإن الأعداء یستخدمون هذه الذرائع، ونحن باعتبارنا مسؤولین فی الحکومات الإسلامیة نغفل عن ممارسات العدو هذه. إننی أفکر بینی وبین نفسی أنه عندما یسمع الإنسان أن السناتور الأمریکی الفلانی الذی یعادی أساس الإسلام والبلدان الإسلامیة یتحدث عن هموم المجتمع السنّی فی مقابل الشیعة، عندما یشاهد المرء هذه الحیلة والخدعة فلا بدّ أن یشعر بالقلق الشدید، ومن المناسب أن یتحلى بالحذر الشدید. العدو الذی یعارض أساس الإسلام یبدی دعمه لمجموعة إسلامیة مقابل مجموعة إسلامیة أخرى! فهل هذا شیء سوى الخبث والتآمر وخلق العداء؟ وهذه حالة موجودة وقائمة فی الوقت الحاضر للأسف، فینبغی أن نفکّر ونفهم. کافّة البلدان الإسلامیة تتضرر من التفرقة وجمیعها تنتفع من الاتحاد. اتحاد البلدان الإسلامیة وتقاربهم وعدم استخدام قواهم وطاقاتهم بعضهم ضد بعض، هو لصالح نفس هذه البلدان المتحدة ولصالح نفس البلدان الإسلامیة. یجب أن ندرک هذا الأمر، فهذه حکمة إلهیة وهی حکمة إسلامیة. وللأسف لا یجری التنبّه لهذا الشیء. إننا الیوم نعانی مشکلة داخل العالم الإسلامی ونعانی نزیف دماء، وتوجد جراح دامیة فی الوقت الحاضر. والیمن نموذج من هذه الجراح. ینبغی الاهتمام بهذا الشیء. قضایا سوریة، قضایا العراق، قضایا شمال أفریقیا والقضایا والأحداث المتعددة التی یشاهدها الإنسان فی العالم الإسلامی، کلها دلائل على وجود خلافات ومعارک، وهذا ینتهیبتضرر الإسلام وتضرر الأمة الإسلامیة. وینبغی أن نعالج ونحل هذه المشکلة. ومن الخصوصیات الممتازة لمظاهرات یوم القدس هی هذه. تلاحظون أن الناس فی جمیع المدن الصغیرة والکبیرة فی إیران تقریباً یخرجون فی یوم القدس وهم صیام وفی الجوّ الحار خلال هذه السنوات ویسیرون فی الشوارع بمظاهرات، وقد شاهدتم تجمّعات الجماهیر الهائلة فی طهران وفی المدن الأخرى. هؤلاء هم الناس الشیعة الذین یبدون من أجل الفلسطینیین وهم من أهل السنة کل هذا التعاطف والتعاون. هذا هو معنى الاتحاد ومعنى الالتزام بوحدة الأمة الإسلامیة الذی أسّس له إمامنا الخمینی الجلیل، ویسیر الشعب على نهجه الیوم. من الأخطار الکبیرة التی تهدد العالم الإسلامی الیوم التقلیل من أهمیة قضیة فلسطین المهمة وإیداعها غیاهب النّسیان. وللأسف فإن هذه عملیة آخذة فی الحصول. بعض البلدان الإسلامیة تتحرک بأسلوب معیّن وتتحدث بأسلوب معیّن وتعمل بأسلوب تتجاهل معه قضیة فلسطین، بحیث یصار إلى نسیان هذه القضیة. هذا خطر کبیر جداً. فلسطین هی قضیة العالم الإسلامی الأولى. بلد إسلامی یغتصب بالکامل، ولیست القضیة قضیة أرض صغیرة أو مدینة أو قریة، إنها قضیة بلد بکامله، ویهجّر ویشرّد شعب کامل من دیاره، والفلسطینیون الذین یعیشون الیوم على أرض فلسطین یعیشون بمنتهى العسرة والضغوط، ویتعرضون دوماً للقتل والمذابح والإذلال والضغوط. فهل هذه قضیة صغیرة؟ طبقاً للفقه الإسلامی - سواء فقه مذاهب أهل السنة أو فقه الشیعة أو ربما فقه سائر المذاهب - لا یوجد شک فی أنه عندما یتسلط العدو على أرض المسلمین، فمن واجب الجمیع محاربته ومجاهدته بأیّ شکل من أشکال الجهاد المتاحة. ومحاربة الکیان الصهیونی ومقارعته هی الیوم واجب وفرضٌ على کل العالم الإسلامی، فلماذا یتخلّون عن هذا الواجب؟ والحمد لله على أن شعبنا واع صاح فی هذا الخصوص. على کل حال یحتاج العالم الإسلامی إلى الاتحاد والتآلف والتعاطف. وغالباً ما تکون الشعوب متعاطفة بعضها مع بعض، والواجب هنا هو واجب الحکومات وهی التی تستطیع ممارسة دور. ونتمنى على الله تعالى ببرکة شهر رمضان المبارک وببرکة یوم عید الفطر - وهو عید المسلمین ومبعث کرامة وشرف لرسول الإسلام المعظم - أن یقرّب قلوبنا بعضها من بعض، ویجعل المسلمین متعاطفین رحماء بینهم، وأن یمنح الأمة الإسلامیة إن شاء الله القدرة والاقتدار اللازم والعزیمة والإرادة اللازمة مقابل أعداء الإسلام. والسّلام علیکم ورحمة الله وبرکاته. الهوامش: 1 - فی بدایة هذا اللقاء الذی أقیم بمناسبة عید الفطر السعید ألقى حجة الإسلام والمسلمین الشیخ حسن روحانی رئیس الجمهوریة الإسلامیة فی إیران کلمة بالمناسبة. المصدر: الموقع الإعلامی لقائد الثورة الإسلامیة الامام الخامنئی