بالوثائق... السعودیة تستغل موسم الحج لتصفیة الحسابات السیاسیة

على الرّغم من المزاعم السّعودیّة حول إبعاد المناکفات السیاسیة عن واجب أداء فریضة الحج؛ تشیر وثائق مسرّبة من وزارة الخارجیة السّعودیة الى أن تستغل موسم الحج لتصفیة الحسابات السیاسیة مع مختلف الدول.

وأفاد موقع الحج أن وثائق مسرّبة من وزارة الخارجیة السعودیة وکشف عنها موقع الشرق القطری، تشیر بوضوح الى استغلال السّعودیة لموسم الحج من أجل تصفیة حساباتها مع مختلف الدول التی تعارضها سیاسیا. وعلى هذا الأساس، فإن أسئلة کبیرة تطرح نفسها حول الحوادث المریرة التی حدثت فی الحج خلال السّنوات الماضیة وراح ضحیّتها آلاف الحجاج من مختلف الدّول. تأشیرات الحج.. الاستخدام السیاسی: وتؤکد البرقیات أن المزاجیة والاستهانة بالحجیج وسوء المعاملة والنصب والاحتیال وعدم توفیر الخدمات هی العنوان الأبرز والسیاسة السعودیة الرسمیة المتبعة فی إدارة شؤون الحجیج. وکشفت الوثائق أن السعودیة وزعت على سفاراتها 345 ألف تأشیرة تمنح تحت بند المجاملة والاستخدام السیاسی، لتصبح وسیلة للضغط وشراء الذمم ومکافأة من یتعاون معهم لأداء الفریضة التی هی رکن من أرکان الإسلام. وفی المقابل استخدام سیاسة الحرمان من تأشیرات الحج ضد کل من یختلفون معهم فی الرأی أو الموقف السیاسی، دون أن یأبهوا لکون الحج رکن من أرکان الإسلام. وفی وثیقة تکشف الاستخدام السیاسی لحصص الدول من الحجاج، تظهر توصیات توضح بجلاء أن الموافقة على منح حصص خاصة أو زیادة حصص بعض الدول أو رفض الطلبات تعتمد على الموقف السیاسی من الدولة دون اعتبار للمعاییر الموضوعة من منظمة المؤتمر الإسلامی. وکمثال ترفض الوزارة طلب لزیادة حصة لیبیا، بینما توافق على زیادة لحصة مصر لتحیید الأطراف الرسمیة المصریة والإعلامیة. وتکشف الوثیقة عن رفض السعودیة طلباً من الحکومة العراقیة زیادة حصتها بمقدار 2000 حاج فقط، بینما منحت بشکل سری 6000 تأشیرة لثلاثة شخصیات سیاسیة عراقیة، لأهداف سیاسیة. تأشیرات للمجاملة: وتکشف برقیة موجهة إلى وزیر الخارجیة عن الموافقة على توصیات لجنة دراسة آلیة توزیع تأشیرات حج المجاملة لجمیع البعثات بالخارج، حیث تتضمن الموافقة على تخصیص 34 ألف تأشیرة حج مجاملة یتم توزیعها على سفراء السعودیة. وتفید برقیة أخرى من الخارجیة السعودیة إلى سفارتها فی القاهرة عن زیادة حصة سفیر السعودیة بالقاهرة من تأشیرات المجاملة للحج لتصل إلى 3000 تأشیرة. وتنقل البرقیة الموجهة للسفارة موافقة الوزیر على الزیادة المخصصة للسفیر فی تأشیرات المجاملة. مصیدة المعارضین: وکشفت وثیقة خطیرة عن استخدام تأشیرات الحج والعمرة فی الإیقاع على معارضین فی بلدانهم، مثلما حدث للحجیج اللیبیین الذین منحوا تأشیرات من قبل السفارة السعودیة فی طرابلس وتم اعتقالهم بمجرد وصولهم إلى السعودیة، حیث اعتقلت السلطات السعودیة المواطنین اللیبیین محمود علی البشیر رجب ومحمد حسین الخدراوی بعد أن منحتهما تأشیرة لأداء العمرة ثم سلمتهما إلى جهة مناوئة لهما وهی قوات اللواء المتقاعد خلیفة حفتر. وهو سلوک یکشف أن المواقف السیاسیة للسعودیة مقدمّة على رعایة ضیوف الرحمن، وأن الحج والعمرة أصبحا مصیدة تستخدمها السعودیة لجذب المعارضین فی بلدانهم والإیقاع بهم لصالح أجنداتها السیاسیة، الأمر الذی یبعث برسائل مخیفة للحجاج والمعتمرین مفادها أن أداء المناسک بات محفوفاً بالمخاطر وأن أمن الحجاج لیس مضموناً. رشوة بـ4.5 ملیون دولار وکشفت الوثائق کیفیة تعامل النظام السعودی مع عملیة رشوة واجهتها القنصلیة السعودیة فی برلین والمتمثلة فی قصة المواطن العراقی المقیم فی ألمانیا - ستار هادی حسن - الشهیر بأبی حیدر الستلاوی الذی یحمل الجنسیة الألمانیة والذی تبین قصته انتهازیة المسؤولین السعودیین فی التعامل مع التأشیرات. وتتلخص قصته فی أنه عرض على مسؤول القسم القنصلی فی السفارة السعودیة مبلغ 4.5 ملیون دولار کرشوة فی حال توفیره 2000 تأشیرة لعراقیین. وقام رئیس القسم القنصلی بإبلاغ رئیسه الأعلى وهذا تصرف محمود ولکن انظر کیف تعاملت الخارجیة مع هذه الواقعة. ففی حین کان التصرف الطبیعی للسفارة هو التعاون مع السلطات الألمانیة للإیقاع بهذا الشخص باعتباره ارتکب جنایة عندما حاول رشوة موظف السفارة، وبهذا تسجل السعودیة انجازاً معنویاً فی مکافحة الرشوة، إلا أن المسؤولین تصرفوا بشکل ینم عن عقلیة لا علاقة لها بالقوانین ولا الدبلوماسیة، إزاء قضیة رشوة عادیة حدثت فی إحدى سفاراتهم، إذ طلب مسؤول بالخارجیة عقد اجتماع أمنی بین فریق من الوزارة مع رئاسة الاستخبارات العامة ووزارة الداخلیة بهدف الإیقاع بالستلاوی ومحاولة إغرائه وجره إلى داخل السعودیة وبعدها اعتقاله والانتقام منه..! هکذا تعالج السعودیة قضیة عادیة، غیر أن تلک اللجان الأمنیة توصلت، بعد عدد من الاجتماعات إلى معلومات خیبت آمالهم وحرمتهم من جر الرجل إلى الأراضی السعودیة للبطش به، حیث اکتشفوا أنه یحمل الجنسیة الألمانیة، بعد أن ظنوا فی البدایة أنه مجرد لاجئ عراقی یحمل جواز سفر عراقیاً ولدیه إقامة فقط فی ألمانیا مما یتیح لهم التنکیل به دون أی إشکالات دبلوماسیة.. وهو الأمر الذی جعلهم یتراجعون ویلغون فکرة استدراجه إلى السعودیة، خوفاً من إثارة أزمة مع برلین. المصدر: الشرق القطری