الامام الخامنئی لدى لقائه حشدا من قادة وضباط القوات الجویة فی جیش الجمهوریة الإسلامیة

الأمیرکیون کانوا بصدد اقتلاع جذور المقاومة فی المنطقة لکننا وقفنا وقلنا " لانسمح بذلک "

التقى صباح یوم الخمیس ٨/٢/٢٠١٨ عدد من قادة وکوادر القوّات الجویّة فی جیش الجمهوریّة الإسلامیّة فی إیران بالقائد العام للقوات المسلّحة الإمام السیّد علی الخامنئی وکان من أبرز ما جاء فی کلمة سماحته إشارته إلى أنّ نیّة أمریکا باجتثاث جذور المقاومة فی غرب آسیا باءت بالفشل وقد ثبت للعالم أجمع بأنّ أمریکا أرادت وعجزت وأردنا وکنّا قادرین.

و أفاد موقع الحج أنه خلال اللقاء بقادة وکوادر القوات الجویّة فی جیش الجمهوریّة الإسلامیة اعتبر قائد الثورة الإسلامیّة أنّ الأیام الإلهیة والمناسبات المهمّة فی الثورة الإسلامیّة سبب فی ثبات وصلابة النّظام وشدّد سماحته: ستکون مسیرات الثانی والعشرین من بهمن (١١ شباط) هذا العام أکثر إبهاراً للعیون من مسیرات ٢٢ بهمن السّابقة. کما رأى الإمام الخامنئی أنّ "الثبات بوجه الظم والفساد على المستوى الدّولی وفضحه" یعتبر ضمن السیاسات الأصولیّة وأکّد قائلاً: أکثر حکومات العالم ظلماً وقسوة الیوم هی أمریکا. هی أکثر ظلماً من الجمیع. أمریکا أسوء من داعش الوحشیّة. حکومة أمریکا هی النظام الذی أنشأ وأسس داعش. کانت هی من سهّل عملهم ووقفت ورائهم. ولفت سماحته إلى أنّ رئیس جمهوریة أمریکا الحالی أشار خلال دعایاته الانتخابیّة إلى أنّ أمریکا هی من أسّست داعش وتابع قائلاً: أمریکا هی التی أسست داعش ودعمته أیضاً، ومن المحتمل أن تکون الجماعات الوحشیة فی أمریکا من أمثال بلاک ووتر هی التی أخذت على عاتقها تعلیمهم بعض الأسالیب الوحشیة العنیفة. بید أن الإدارة الأمریکیة رغم کل هذه الهمجیة والبربریة تدعی فی الإعلام الدولی متبجّحة أنها تدافع عن حقوق الإنسان وعن المظلومین وعن حقوق الحیوان، ولابد من فضحهم عبر تبیان الحقائق. واعتبر قائد الثورة الإسلامیّة أنّ دعم الظلم للشعب الفلسطینی على مدى ٧٠ عاماً وارتکاب الجرائم بحقّ الشعب الیمنی وظلمه نماذج بارزة تدلّ على ظلم الأمریکیین وأردف سماحته القول: تُقصَف البنى التحتیة فی الیمن ویُقصَف الشعب المظلوم فی هذا البلد یومیاً على ید حلفاء أمریکا وبالسلاح الأمریکی، غیر أن الحکومة الأمریکیة لم تحرّک أی ساکن، ولکنها وبکل وقاحة تدعی عبر استعراض قراضة حدید إرسال الصواریخ من إیران دون أی دلیل. ففی الوقت الذی یکون شعب الیمن قد ضُرب علیه الحصار کیف یمکن إرسال الصواریخ؟ علماً بأنه یجب مواجهة الظالم ومعونة المظلوم وفق التعالیم الإسلامیة الصریحة. وأشار الإمام الخامنئی إلى مثال یشیر إلى خوض الجمهوریّة الإسلامیّة فی إیران فی قضایا المنطقة وصمودها وقال سماحته: فیما یخصّ قضیّة المقاومة فی منطقة غرب آسیا، أراد الأمریکیون اقتلاع جذور المقاومة لکنّنا صمدنا وقلنا بأنّنا لن نسمح بذلک. وقد ثبت للعالم الیوم بأنّ أمریکا أرادت وعجزت وأردنا وکنّا قادرین. وأوضح سماحته أنّ هدف العدو یتلخّص فی منع استمراریّة وصمود الثورة وتابع قائلاً: العدوّ یستغلّ أیّ وسیلة تُتاح له. بدءاً ممّن یدّعون حیازة الفکر حیث أنّهم یقدّمون الأموال لهم من أجل قیامهم بإنتاج فکر یستهدف أُسس الثورة إلى أن یصلوا إلى المنظّرین المزیّفین والکتّاب المأجورین واستغلال إمکانیات الساحة الافتراضیّة؛ یستغلّون کلّ ما أمکن لهم استغلاله لأجل توسیع نطاق استهدافهم لمخاطبیهم. وتحدّث قائد الثورة الإسلامیة عن أنّ مثل هذه الأعمال مورست منذ بدایات الثّورة وأضاف قائلاً: یستغلّون کلّ هذه الأمور ویبذلون قصارى جهدهم وتنبثق فجأة مسیرات فی الثانی والعشرین من بهمن (١١ شباط، ذکرى انتصار الثورة الإسلامیّة)؛ ترون کیف تسیر حشود الجموع فی کافّة أنحاء البلاد رغم الشتاء القارص وتحت الثلوج والأمطار. أو خذوا مظاهرات التاسع من شهر دی (٣٠ کانون الأول) على سبیل المثال. مظاهرات التاسع من دی فی عام ٢٠٠٩ أو مظاهرات ٩ دی هذا العام (ضدّ مثیری الشّغب) حیث شاهدتم بأیّ روحیّة وحماس نزل النّاس إلى الشّوارع، لأنّهم شعروا بوجود العدو. الثّورة مخلوقٌ حیّ ینمو باستمرار. کلّ تلک المساعی وأنشطة العدو لا تقتصر على الساحة الافتراضیّة فقط بل تؤثّر على حیاة النّاس أیضاً لکنّ محبّة الثورة الإسلامیّة تخلق ردّة فعل کهذه بین النّاس. وأشار سماحته إلى المسیرات المقرّر انطلاقها هذه السّنة بمناسبة ذکرى انتصار الثورة الإسلامیّة قائلاً: أقولها لکم هذا العام أیضاً أنّه بحول وقوّة من الله ستبهر مسیرات الثانی والعشرین من بهمن العیون لأنّ النّاس یشعرون بأنّ العدو یسعى لنصب الأفخاخ بعد أن سمعوا ما تفوّه به بعض رجال السیاسة الأمریکیین وغیرهم من هراء؛ طبعاً لیس من الضروری أن یکون هجوماً عسکریّاً. ستکون مشارکة النّاس هذا العام أکبر من السابق وسیأتی الجمیع بتوفیق من الله. فیما یخصّ العدالة والعدل الاجتماعی قال الإمام الخامنئی: نحن متقاعسون ومتأخرون فی بحث العدالة الاجتماعیة وإزالة الفوارق الطبقیة بین شرائح الناس المختلفة، ولم یتم العمل الذی لابد من إنجازه فی هذا المضمار بما ینبغی، ولابد لنا من أن نجدّ فی متابعة هذه القضیة، ونحن نتابعها ولا نتخلى عنها بتوفیق الله، والسبیل إلى ذلک بالطبع یکمن فی مکافحة الظلم والفساد. وتابع قائد الثورة الإسلامیة حدیثه فی هذا المضمار قائلاً: إن للعدالة مفهومها الواسع، سواء على صعید المجتمع أو على الصعید الدولی، وسواء فی البعد السیاسی أو البعد الاقتصادی. وعلى خلاف القیم الأخرى التی تعدّ نسبیة فإن للعدالة قیمة مطلقة فی جمیع هذه الشؤون. وشدّد سماحته: العدالة قضیة ضروریة، ولابد من مکافحة الفساد ومقارعة الظلم، وهی مهمة صعبة جداً. فإنّ مَثَل الفساد کمَثَل التنّین الذی له سبعة رؤوس کما فی الأساطیر، فإن قطعت رأساً من رؤوسه سیتحرک بستة رؤوس أخرى، ولیس من الهیّن القضاء علیه. ومن هنا فالتصدی لأولئک الذین ینتفعون من الفساد أمر عسیر للغایة، ولکنه من الأمور التی یجب إنجازها. لقد أمضى أمیر المؤمنین علیه السلام فترة حکومته بالنهوض بهذه المهمة تقریباً ولم ینتهِ الأمر. علماً بأن التصدّی لرجال الحکومة الذی تغلغل الظلم والفساد فیهم قائم، ولکن لابد وأن یُتابع الأمر بصورة جادة وبمزید من الشدة فی العمل. واعتبر الإمام الخامنئی أنّ واحدة من أعظم میزات الجمهوریّة الإسلامیّة هی شعبیّة هذه الثّورة. لقد کانت الثورة الإسلامیّة ثورة دینیّة، وکان النظام الذی وجد نظاماً دینیّاً وشعبیّاً لذلک ترون أنّ أبناء وأعزّاء الناس انطلقوا نحو الجبهات وحاربوا ولقوا حتفهم لکنّهم لم یتذمّروا لأنّ ذلک کان فی سبیل الله ولأجل الإمام الحسین (علیه السلام). وأکّد قائد الثورة الإسلامیّة على أهمیّة دور الشّعب فی الثّورة وقال سماحته: هذه الثّورة ثورةٌ شعبیّة ویجب أن یکون للنّاس الأولویّة فی کافّة الخطط والبرامج. یتمّ تکرار اسم النّاس بشکل مستمر، جیّدٌ تأکید المسؤولین خلال تصریحاتهم على کلمة "الشعب" لکن فلیعرفوا النّاس. هؤلاء النّاس هم الذین یسطّرون ملحمة الثانی والعشرین من بهمن. فلتسمعوا ما یقوله هؤلاء النّاس إذا ما أردتم فهم کلامهم. هؤلاء النّاس هم الذین ینسحبون بمجرّد شعورهم بوجود عدد من المخرّبین فی السّاحة مع أنّه لدیهم اعتراضات وشکاوى ومن ثمّ ینزلون إلى الساحات فی التاسع من دی ویطلقون شعاراتهم. وأردف الإمام الخامنئی قائلاً: على المسؤولین أن یعرفوا هؤلاء الناس وأن یعملوا من أجلهم، وهذا لا یتنافى مع العمل لله، لأن الله هو الذی أمرنا بأن نعمل للناس وأن نکون خدّاماً لهم. ما یقوله النّاس هو اشتکاء من الفساد والتمییز. لقد تحمّل النّاس العدید من المشاکل ومن الطبیعی أن لا یرضوا بالفساد ویشتکوا من التمییز. یجب على مسؤولی القوى الإجرائیة والقضائیة والدستوریّة متابعة هذه الشکاوى بشکل جدّی المصدر : khamenei.ir