علی (علیه السلام)وتسمیة أبنائه بأسماء الخلفاء

وأخیراً تجب الإشارة إلى أنّه على فرض صحّة قول البخاری ، أنّ علیّاً بایع بعد ستّة أشهر ، فهو بنفسه ینقل أنّ هذا الانتخاب لم یکن صحیحاً فی نظر الإمام، إذ لو کان صحیحاً لما توانى الإمام (علیه السلام)عن تأییده وبیعته. عجباً! کیف یغض الطرف عن ک

وأخیراً تجب الإشارة إلى أنّه على فرض صحّة قول البخاری ، أنّ علیّاً بایع بعد ستّة أشهر ، فهو بنفسه ینقل أنّ هذا الانتخاب لم یکن صحیحاً فی نظر الإمام، إذ لو کان صحیحاً لما توانى الإمام (علیه السلام)عن تأییده وبیعته. عجباً! کیف یغض الطرف عن کلّ المستندات التاریخیّة الّتی تذکر مظلومیّة الزهراء وزوجها (علیهما السلام)، والجور الذی وقع علیهما فی غصب إرثها وغصب حقّ علیّ فی الخلافة ، ثمّ یتحدّث عن بیعة حصلت بعد ستّة أشهر ، محاولاً بذلک التعتیم على الحوادث المرّة التی حدثت بعد وفاة النبیّ(صلى الله علیه وآله) .([1]) السؤال 3 کیف یُسمّی علیّ (علیه السلام) أبناءه بأسماء الخلفاء ، وأنتم تقولون إنّهم کانوا أعداءً له ؟ الجواب : یلزم معرفة أنّ أسماء الخلفاء الثلاثة لیست أسماء مختصّة بهم فقط ، بل هی أسماء کانت شائعة ومنتشرة بین العرب قبل الإسلام وبعده ، واتّخاذ علیّ(علیه السلام)هذه الأسماء لأبنائه لا یکون دلیلاً على حُسن العلاقة بینه وبین حکومة الخلافة ، وأنتم بإمکانکم مراجعة الکتب الرجالیّة مثل کتاب «الاستیعاب» لابن عبد البرّ وکتاب «أُسد الغابة» لابن الأثیر ، لتلاحظوا الصحابة الذین کانوا یحملون أسماء أبی بکر أو عمر أو عثمان . ونحن هنا نستعرض أسماء الأشخاص الذین یحملون اسم عمر ـ قبل الإسلام وبعده ـ من کتاب واحد فقط ، وهو کتاب «اُسد الغابة فی معرفة الصحابة» کانموذج لما ذکرنا : 1ـ عمر الأسلمی 2ـ عمر الجمعی 3 ـ عمر بن الحکم 4 ـ عمر بن سالم الخزاعی 5 ـ عمر بن سراقة 6 ـ عمر بن سعد الأنماری 7 ـ عمر بن سعد السلمی 8 ـ عمر بن سفیان 9 ـ عمر بن أبی سلمة 10 ـ عمر بن عامر السلمی 11 ـ عمر بن عبیدالله 12 ـ عمر بن عکرمة 13 ـ عمر بن عمرو اللیثی 14 ـ عمر بن عمیر 15 ـ عمر بن عوف 16 ـ عمر بن غزیة 17 ـ عمر بن لاحق 18 ـ عمر بن مالک بن عقبة 19 ـ عمر بن مالک الأنصاری 20 ـ عمر بن معاویة الغاضری 21 ـ عمر بن یزید 22 ـ عمر بن الیمانی . هؤلاء فقط الأشخاص الذین أورد ابن الأثیر أسماءهم ، وإلاّ فلو أضفنا التابعین الذین یحملون اسم عمر ، فسوف نقطع بأدلّة راسخة بأنّ هذا الاسم وأسماء الخلفاء الآخرین هی من الأسماء المعروفة والمشتهرة عند العرب فی الجاهلیّة والإسلام ، ولا یرد فی بال أحدهم هذا الادّعاء على الإطلاق . والحاصل: إنّ التسمیة لم تحمل بُعداً عقائدیاً إلى عصور متأخّرة، فعلى سبیل المثال نجد من أصحاب الإمام الصادق (علیه السلام)ومن بعدهم من أصحاب الأئمة(علیهم السلام)مَن یسمّى بمعاویة ویزید و...، وکذلک تجد من سفراء الإمام الحجة (علیه السلام)من إسمه عثمان، وکذلک نجد من المخالفین لمدرسة أهل البیت(علیهم السلام)من یحمل أسماء الأئمة(علیهم السلام)، ممّا یکشف عن أنّ التسمیة لم تکن تحمل بعداً عقائدیاً. [1] . سنبحث هذا الموضوع ضمن جوابنا عن السؤال رقم 124، فی الصفحة 285.  


| رمز الموضوع: 84074