کلمة قائد الثورة الإسلامیة الإمام الخامنئی بمناسبة بدء العام الهجری الشمسی الجدید ١٣٩٧

صرح قائد الثورة الاسلامیة آیة الله الامام السید علی الخامنئی ، فی رسالة بمناسبة بدء العام الایرانی الجدید، انه تم تحویل التهدیدات ضد ایران الى فرص و أعلن أن شعار هذه السنة هو "دعم البضائع الإیرانیة"

و أفاد موقع الحج نقلا عن موقع قائدالثورة الاسلامیة أنه بمناسبة عید النیروز وبدایة السنة الإیرانیة الجدیدة وجَّه قائد الثورة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی کلمةً بارک من خلالها للشعب الإیرانی بحلول السنة الجدیدة وقیّم من خلالها السنة الماضیة، کما أعلن سماحته عن شعار السنة الجدیدة حیث قال سماحته: أعلن أن شعار هذه السنة هو "دعم البضائع الإیرانیة" أی أنّ قضیتنا الرئیسیة هذه السنة هی القضیة الاقتصادیة ومعیشة الناس. على الجمیع أن یسعوا ویعملوا، والمحور هو الإنتاج الوطنی. وفیما یلی الترجمة العربیة للکلمة التی وجهها قائد الثورة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی: بسم الله الرحمن الرحیم یا مقلب القلوب والأبصار، یا مدبر اللیل والنهار، یا محول الحول والأحوال، حول حالنا إلى أحسن الحال. اللهم اهدنا هدی المهتدین وارزقنا اجتهاد المجتهدین. (١) أتقدم بالتبریک لکل أبناء الوطن الأعزاء فی أیّ مکان من البلاد وفی أیّ مکان من العالم کانوا، کما أبارک لکل الشعوب التی تحیی عید النیروز. وأبارک خصوصاً لعوائل الشهداء المُعززة، وللمعاقین الأعزاء وعوائلهم، وأبارک خصوصاً لشباب البلاد وناشئتها مبعث الأمل ومحرّکو المسیرة الوطنیة فی البلاد. أتمنى لکم [فی رأس السنة الجدیدة] عیداً بهیجاً طیّباً وسنةً زاخرةً بالخیر والبرکة. فی هذا العام تزامن فصل ربیع الطبیعة مع فصل ربیع المعنویة؛ أی إنَّ أشهر فروردین وأردیبهشت وخرداد (١) تزامنت مع أشهر رجب وشعبان ورمضان. نتمنى أن یتحقق النماء الطبیعی والنماء المعنوی کلاهما لبلادنا ولشعبنا هذه السنة. یتبرعم فی القلب الأمل بأن یکون النماء المعنوی إلى جانب النماء المادی ذخراً لهذا الشعب ولهذه البلاد وللمستقبل. نهدی سلامنا لحضرة سیدنا بقیة الله (أرواحنا فداه) ونستذکر ونُحیّی الروح الطاهرة لإمامنا الخمینی الجلیل. نذکر شیئاً عن عام ٩٦ وشیئاً عن العام ٩٧: لقد شهد عام ٩٦ مثل کل الأعوام مجموعةً من المنعطفات والأحداث الحلوة والمریرة. مثل کل فترات الحیاة؛ لقد تجلّت حلاوة سنة ٩٦ بعظمة الشعب واقتداره، والمشارکة الوطنیة من بدایة السنة إلى نهایتها. بدایة السنة شهدت مشارکة الشعب العظیمة والمذهلة فی انتخابات رئاسة الجمهوریة والمجالس البلدیة، حیث شارک أکثر من أربعین ملیوناً من سکان البلاد فی الانتخابات، وقد کانت هذه مشارکة جیدة وزاخرة بالمعانی. ثم کانت مظاهرات یوم القدس فی شهر رمضان المبارک، وفی نهایة العام کانت مظاهرات التاسع من دی [30 کانون الأول]، وفوق کل ذلک مظاهرات الثانی والعشرین من بهمن [١١ شباط ذکرى انتصار الثورة الإسلامیة فی إیران] المُبهِرة لهذه السنة. طبعاً فی التاسع من دی ونتیجة الاضطرابات التی حصلت ـ وسوف أشیر لها ـ کانت للجماهیر مسیراتهم العفویة التلقائیة لعدة أیام متتابعة فی مختلف مدن البلاد، وکل هذا یدلُّ على تواجد الشعب الإیرانی الکبیر وصاحب البصیرة والجهوزیة والمبادرة فی کل الساحات التی تستلزم تواجده. المحطة المهمة والطیبة الأخرى فی السنة الماضیة شکلتها قدرة الجمهوریة الإسلامیة على تحویل التهدیدات الإقلیمیة -التی کان أحد أهدافها على الأقل توجیه ضربةٍ للجمهوریة الإسلامیة- إلى فرصة. فالتهدیدات لم تُلحق الضرر بالبلاد، بل تحولت إلى فرصةٍ لها. والخبراء فی الشؤون الدولیة یُدرکون ذلک جیداً. النقطةٌ الإیجابیة الأخرى کانت فی المساعی التی بُذلت لإحیاء وتطبیق شعار السنة الماضیة وهو «الإنتاج الوطنی وفرص العمل» والذی تمَّ فی إطار مشروع الاقتصاد المقاوم. أنجزت أعمالٌ جیدة لتوفیر فرص العمل والإنتاج الوطنی. وبالطبع فإن أعمالاً کثیرة أخرى لا تزال باقیة ویجب إنجازها. لقد طُبِّق هذا الشعار إلى حدٍّ ما فی البلاد، ولکن ینبغی استمرار العمل بشکل کامل حتى یتحقق هذا الشعار على أکمل وجه. وقد کانت لنا أحداثٌ مریرةٌ فی سنة .. ؛ أحداث الزلزال، والسیول، والطائرة، والسفینة، حیث قضى بعض أعزائنا نحبهم فی هذه الأحداث، وکانت أحداثاً مُرّةً بالنسبة لنا. بالإضافة إلى ذلک کانت هنالک حالة جفاف فی بعض مناطق البلاد ولا تزال مستمرة، ونتمنى أن یُعوّض عنها الفضلُ الإلهی فی الربیع. وهنالک بعض المشکلات المعیشیة لشرائح معینة، وهی مشکلات لا تزال مستمرة من الماضی وینبغی على الجمیع السعی لمعالجتها، وسوف أشیر لهذا الموضوع، وستُحلُّ هذه المشکلات إن شاء الله. طبعاً فی الأشهر الأخیرة من السنة حیث وقعت حالات توتر فی البلاد وفقاً لمخططات أعداء الشعب الإیرانی، نزل الشعب الإیرانی بنفسه إلى الساحة، وحتى الذین أراد الأعداء أن تُسجَّلَ الاضطرابات باسمهم نزلوا هم أنفسهم إلى الساحة ووقفوا بوجه مثیری الشغب، وبالطبع کانت حادثة حصلت ووقعت، وتجلَّت خلالها عظمة الشعب الإیرانی. فیما یتعلَّق بالسنة الجدیدة التی تبدأ منذ هذه اللحظة المهم هو أن یعمل الجمیع بجدٍّ وکدّ. إننی فی شعارات السنوات عادةً ما أخاطب المسؤولین، لکن الذین أخاطبهم هذه السنة هم کلُّ أبناء الشعب والمسؤولون من ضمنهم. أقول مقدماً إنَّ قضیة الاقتصاد والثقافة والقضایا المختلفة کلها مطروحة ومهمة، لکنَّ قضیتنا الرئیسیة هذه السنة هی القضیة الاقتصادیة ومعیشة الناس. على الجمیع أن یسعوا ویعملوا، والمحور هو الإنتاج الوطنی، بمعنى أن الجمیع إذا تابعوا الإنتاج الوطنی ـ بالتفاصیل التی سوف أذکرها فی کلمتی (٢) إن شاء الله ـ فسوف یُعالج الکثیر من مشکلات الناس الاقتصادیة والمعیشیة ومشکلة فرص العمل ومشکلة الاستثمار وباقی الأمور، وسوف تقلُّ الآفات الاجتماعیة بدرجة کبیرة. أی إنَّ المحور هو الإنتاج الوطنی. وعلیه إذا تسارعت وتیرة الإنتاج الوطنی فسوف تُعالج الکثیر من المشکلات. وقد جعلتُ هذا محوراً لشعار هذه السنة. شعار هذه السنة هو «دعم البضائع الإیرانیة». إنها سنة «دعم البضائع الإیرانیة». وهذا الأمر لا یتعلق بالمسؤولین فقط، فکلُّ واحدٍ من أبناء الشعب یستطیع أن یساعد فی هذا المجال، وأن ینزل إلى الساحة بالمعنى الواقعی للکلمة. وبالطبع فإنَّ لهذا الدعم أبعاده المختلفة من خمس أو ستّ جهات، وسوف أفصّل هذه الأبعاد فی کلمتی إن شاء الله، وسأشرح وأطرح ما تستطیع شرائح الشعب المختلفة وجمیع المسؤولین فی البلاد القیام به. أتمنى أن یمنّ الله تعالى بعونه، سواء على المسؤولین أو على الشعب، لیستطیعوا النهوض بواجباتهم على أفضل وجه ویحققوا هذا الشعار فی هذه السنة وهو شعار «دعم البضائع الإیرانیة» بالمعنى الحقیقی للکلمة. والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته. الهوامش: الأشهر الثلاثة الأولى فی السنة الإیرانیة والمتزامنة مع الفترة الممتدة من 21 آذار إلى 20 حزیران حسب التقویم المیلادی. إشارة إلى الکلمة التی سیلقیها الإمام الخامنئی فی حرم الإمام علی بن موسى الرضا (ع) فی الیوم الأول من السنة الجدیدة (غداً الأربعاء).