الإمام الخامنئی مشیراً للعدوان الأمریکی البریطانی الفرنسی على سوریا

رؤساء أمریکا وبریطانیا وفرنسا مجرمون وهجومهم على سوریا جریمة لن یجنوا منها أیة فائدة

اعتبر قائد الثورة الاسلامیة آیة الله العظمى الامام السّید علی الخامنئی أن الهجوم على سوریا فجر یوم السبت هو جریمة.

و أفاد موقع الحج نقلا عن موقع قائد الثورة أنه بمناسبة ذکرى المبعث النبوی الشریف التقى قائد الثورة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی صباح یوم السبت 14/4/2018 عدداً من مسؤولی الجمهوریة الإسلامیة وسفراء البلدان الإسلامیة فی طهران وخلال هذا اللقاء أشار سماحته إلى العدوان الثلاثی الذی شنته أمریکا وبریطانیا وفرنسا على سوریا فجر الیوم واصفاً إیاه بالجریمة التی لن تحقق أیة مکاسب. وخلال هذا اللقاء فنّد الإمام الخامنئی ادعاءات الرئیس الأمریکی فجر الیوم حول قیام بلاده بهزیمة تنظیم داعش فی سوریا قائلاً: أولئک الذین کانوا البارحة یدعمون [عناصر] داعش سرّاً وعلانیة یدّعون الیوم أنّهم قاموا بمواجهتهم وإلحاق الهزیمة بهم! هذا کذب ولم یکن شیءٌ من هذا القبیل. لم یکن لهم أیّة علاقة بهذا الأمر. وتابع سماحته: فی تصریحه الذی أطلقه الرئیس الأمریکی مؤخّراً قال أنّنا تمکّننا من إلحاق الهزیمة بداعش فی سوریا! إنه کذب فاضح فی وضح النهار. وأردف قائد الثورة الإسلامیة قائلاً: لقد تدخّلوا أینما ارتأوا مصلحة فی ذلک ومدّوا ید العون لداعش؛ عندما کانت قوات داعش الأساسیّة محاصرة تدخّلوا وقاموا بإنقاذهم؛ کان لهم تأثیرهم أیضاً فی إیجاد داعش. لقد استطاعوا من خلال الأموال السعودیة وأمثال السعودیة خلق هذه الکائنات الخبیثة وتحریضها ضدّ شعبی العراق وسوریا، بیدَ أنّ المقاومة بتصدیها لأمریکا ولعملاء أمریکا استطاعت إنقاذ هذین البلدین. وهذا ما سیکون الحال علیه بعد الیوم. وعلّق الإمام الخامنئی على العدوان الثلاثی المشترک ضدّ سوریا قائلاً: الهجوم على سوریا فجر الیوم جریمة. إنّنی أعلن بصراحة أنَّ الرئیسین الأمریکی والفرنسی ورئیسة الوزراء البریطانیة مجرمون وقد ارتکبوا جریمة. لن یحقّقوا أیّ مکسب. کما أنّهم تواجدوا خلال الأعوام الماضیة فی العراق، سوریا وأفغانستان وارتکبوا هذا النوع من الجرائم ولم یحقّقوا أیّة مکاسب. وفی هذا المضمار تابع قائد الثورة الإسلامیة قائلاً: منذ عدّة أیّام قال الرئیس الأمریکی بأنّنا أنفقنا ٧ تریلیون دولار فی منطقة غرب آسیا -الشرق الأوسط حسب قوله- ولم نجنِ شیئاً؛ هو صادقٌ فی قوله، لم یجنوا أیّ شیء. ولتعلم أمریکا أنّه من الآن فصاعداً أیضاً، مهما بذلت من مساعٍ وجهود فلا یوجد أدنى شکّ فی أنّها لن تحقّق أیّة مکاسب. وکان الإمام الخامنئی قد استهل هذا اللقاء الذی انعقد بمناسبة ذکرى المبعث النبوی الشریف بتقدیم التهانی والتبریکات بهذه المناسبة واعتبر سماحته أنّ العودة إلى التوحید وأن تکون حیاة الإنسان ضمن حدود العلم والقدرة والفیض والهدایة الإلهیة ومواجهة الأنانیّة والدیکتاتوریّة والاستبداد تشکّل أهمّ رسائل البعثة النبویّة وتابع سماحته قائلاً: التوحید یشمل کلیّات وأسس مجابهة الظلم والاستبداد وبناء على هذا الأساس یجب على جبهة الحق أن تواجه الباطل باستمرار وإنّ المصیر الحتمی للباطل هو التراجع. واعتبر الإمام الخامنئی أنّ أهمّ مسؤولیّات الأمّة الإسلامیّة هی العودة إلى نداء البعثة أی التوحید وأوضح سماحته قائلاً: إذا ما کان لدینا اعتقاد بالتوحید فإنّنا لن نرضخ للظلم وسوف ندعم المظلوم وهذا هو السبب الذی یدفع الجمهوریّة الإسلامیّة للتواجد أینما کان هناک مظلوم یحتاج للعون والمساعدة. واعتبر سماحته أنّ هذا الأمر هو الذی یفسر إصرار الجمهوریّة الإسلامیة فی إیران على دعم القضیة الفلسطینیّة وأردف سماحته قائلاً: الثبات بوجه الظلم سیؤول حتماً إلى التطوّر والمثال البارز على ذلک هو الشعب الفلسطینی الذی کان شعباً ضعیفاً فی بادئ الأمر لکنّ ذلک الشعب الضعیف تحوّل إلى فلسطین قویّة تهدّد الکیان الصهیونی وإنّ هذا الکیان یشعر بالضعف والعجز حیال الشعب الفلسطینی. وتابع قائد الثورة الإسلامیّة: لا شکّ فی أنّ الفلسطینیین سیغلبون الصهاینة فی هذه المواجهة وسوف تعود فلسطین إلى شعبها. وشرح الإمام الخامنئی سبب تواجد الجمهوریّة الإسلامیّة فی منطقة غرب آسیا إلى جانب مجموعات المقاومة وفی سوریا موضحاً أنّ ذلک کلّه یصبّ فی إطار دعم وإغاثة المظلوم وتابع سماحته قائلاً: أن یُقال بأنّ الجمهوریة الإسلامیّة تبتغی التوسّع فهو کلامٌ کاذبٌ ومخالفٌ للواقع. إنّ إیران الکبیرة والمتّحدة لا تنوی التوسّع فی المنطقة وفی أی نقطة من العالم. واستطرد سماحته قائلاً: سبب تواجد إیران فی سوریا وفی منطقة غرب آسیا هو مدّ ید العون لمقاومة کانت حاضرة فی وجه الظّلم وقد استطاعت جبهة المقاومة ببرکة الدّعم الذی تلقّته وشجاعة القوات السوریّة التغلّب على الإرهابیین الذین کانت قد أوجدتهم أمریکا والغربیین وعملائهم کالسعودیین وتمکّنت من إلحاق الهزیمة بهم.. وأکد الإمام الخامنئی على وجوب صحوة الشعوب والدول والحکومات الإسلامیة فی مواجهة هذه الأحداث وأضاف سماحته: الأمریکیون لا یستهدفون سوریا والعراق وأفغانستان فقط، إنهم یسعون لضرب الأمة الإسلامیة والإسلام، ولذلک ینبغی أن لا تضع الحکومات الإسلامیة أنفسها فی خدمة أهداف أمریکا وبعض الدول الغربیة المعتدیة. وأضاف سماحته: لیس مدعاة فخر لبلد إسلامی کالسعودیّة أن یصفهم الرئیس الأمریکی الحالی علناً فی دعایاته الانتخابیة بالبقرة الحلوب. لا ذلّ أعظم من أن یسلبوا بلداً أمواله ویخاطبونه بمثل هذه التعابیر. وفی معرض رده على ادعاء الرئیس الأمریکی أن الهجوم على سوریا کان بهدف التصدی لاستخدام الأسلحة الکیمیائیة قال قائد الثورة الإسلامیة: إنهم لا یعارضون استخدام الأسلحة الکیمیائیة وغیرها من الأسلحة ضد الشعوب الإسلامیة والشعوب المظلومة. کما یقومون الیوم بدعم القصف الیومی للشعب الیمنی وکما قاموا بدعم صدام المجرم خلال الحرب المفروضة والذی قام من خلال استخدامه الأسلحة الکیمیائیة بقتل وجرح الآلاف من أبناء إیران والعراق. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة سلوک أمریکا وبعض الدول الغربیة نابعاً من أهدافهم الاستعماریة ودیکتاتوریتهم الدولیة وأوضح سماحته: طبعاً لن یُوفق الدکتاتوریون فی أی رقعة من العالم فی نیل أهدافهم وأمریکا حتماً سوف تمنى بالهزیمة ولن تحقق أهدافها فی المنطقة. کما أشار الإمام الخامنئی إلى صمود وثبات الشعب الإیرانی والذی یعود إلى 40 عاماً من المقاومة والصمود حیث قال سماحته: علمتنا تجربة المقاومة والصمود هذه أن التراجع من شأنه تشجیع الأعداء والثبات والصمود یجبر الأعداء على التراجع. وفی ختام کلمته أکد قائد الثورة الإسلامیة أن تراجع مستکبری وجبابرة العالم بفعل المقاومة والصمود هو سنة إلهیة أعرب سماحته عن أمله أن تتمکن الشعوب فی العراق، أفغانستان، سوریا، فلسطین المظلومة، میانمار وکشمیر فی المستقبل غیر البعید ومن خلال المقاومة من إجبار الأعداء على التراجع والانکفاء.