لإمام الخامنئی لدى لقائه وزیر وموظفی وزارة الأمن:

فی الحرب الاستخباراتیة یجب أن یعمل جهازنا الاستخباراتی بشکل هجومی

شدد قائد الثورة الإسلامیة آیة الله العظمى الأمام السّیّد علی الخامنئی على ان إیران استطاعت الصّمود فی مواجهة الحرب الاستخباریة الضّخمة التی یشنّها الأعداء داعیًا إلى التّیقظ لإفشال اهداف العدو.

و أفاد موقع الحج نقلا عن موقع قائد الثورة أنه التقى قبل ظهر یوم الأربعاء ١٨/٤/٢٠١٨ وزیر، مدراء وموظفو وزارة الأمن بقائد الثورة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی، حیث أکد سماحته خلال هذا اللقاء على وجوب التصدی لمخططات الأعداء ووضع برنامج هجومی فضلاً عن البرنامج الدفاعی بحیث یکون الجهاز الاستخباراتی فی الجمهوریة الإسلامیة هو من یحدد قواعد اللعبة لا الأعداء. وأشار قائد الثورة الإسلامیة فی کلمته للحرب الهائلة والمعقّدة التی تشنّها الجبهة المعادیة لنظام الجمهوریة الإسلامیة حیث أوضح سماحته قائلاً: نحن الیوم وسط ساحة حرب عظیمة حیث یقف نظام الجمهوریة الإسلامیة فی أحد طرفیها وتقف جبهة واسعة وقویة تضمّ الأعداء فی الطرف المقابل. ولفت الإمام الخامنئی إلى أنّ أجهزة التجسس فی الطرف المقابل تشکّل المحور الأساسی فی هذه المواجهة وتابع سماحته قائلاً: لقد عجزت أجهزة الجبهة المقابلة الاستخباراتیة لحدّ الآن رغم کافة إمکانیاتها عن ارتکاب أی حماقة یُعتنى بها فی هذه الحرب. وأردف سماحته: طبعاً فإنّنا سوف نُهزم فی هذه الحرب فی حال أصابتنا الغفلة وسوف نتلقّى الضّربات إذا ما کنا سُذّجاً فی أسلوب تفکیرنا. وشرح الإمام الخامنئی أبعاد هذه الحرب الاستخباراتیّة المعقّدة حیث قال سماحته: تضمُّ قائمة أعمال هذه الحرب مختلف الأنواع والأسالیب، بدءاً من "الاختراق وسرقة المعلومات" مروراً "بتغییر حسابات أصحاب القرار" و "تغییر معتقدات النّاس" وصولاً إلى "زعزعة الأمن المالی والاقتصادی" و"إثارة أعمال شغب أمنیّة". وتطرّق سماحته إلى الأحداث الأخیرة فی سوق العُملات قائلاً: عندما یتمّ التدقیق بشکل أکبر فی هذه الأحداث فسوف تتمّ ملاحظة آثار أیدی الأعداء وأجهزتهم الاستخباراتیّة. وشدّد قائد الثورة الإسلامیّة قائلاً: یجب التصدّی لمخططات الجبهة المقابلة فی هذه الحرب ووضع برنامج هجومی إضافة للقیام بمهمة الدفاع من أجل إلحاق الهزیمة بالأعداء بحیث یُحدد جهازنا الاستخباراتی قواعد اللعبة. واعتبر الإمام الخامنئی أنّ التخطیط على المدى البعید مع استشراف أحداث المستقبل والتحلیل الدقیق للمعلومات یُشکّل إحدى سبل مواجهة المؤسسة الاستخباراتیة داخل البلاد لمخططات الجبهة المقابلة. وتابع سماحته کلامه حول سُبل مواجهة الجبهة المعادیة موضحاً أنّ أخذ قضیّة تغلغل واختراق [العدو] على محمل الجدّ یُعدّ واحداً من سبل المواجهة وتابع سماحته قائلاً: یجب أن یکون الشخص الذی یسعى لأن یتکفّل بحمل أمانة البلاد والنّاس على عاتقه فی نظام الجمهوریّة الإسلامیّة جدیراً بهذه المسؤولیة؛ لذلک یجب أن یتمّ التبلیغ عن أقلّ شکّ وارتیاب فیما یتعلق بجدارة الأشخاص وإنّ أجهزة الدولة مکلفةٌ بالتصرّف بناءً على رأی وزارة الأمن حیال هذه القضایا. وفی معرض إشارة سماحته إلى تأسیس وزارة الأمن فی الجمهوریة الإسلامیة عقب انتصار الثورة الإسلامیة قال الإمام الخامنئی: لقد کانت المؤسسة الأمنیّة الاستخباراتیّة سلیمة وخالصة منذ تأسیسها ولا زالت کذلک حتّى الیوم وقد تخطّت الامتحانات بصورة جیّدة. وشدّد الإمام الخامنئی على أنّ کلّ فرد من أفراد وزارة الأمن نشأ من صُلب الثورة الإسلامیة وهو ابن الإمام الخمینی وابن الثورة الإسلامیّة وأردف سماحته قائلاً: بناء على ذلک یجب أن تکون وزارة الأمن وکافّة موظفیها ثوریّة مئة بالمئة وأن تسیر على نهج الثّورة. واعتبر الإمام الخامنئی أنّ وزارة الأمن تابعة لسیاسات النظام فی الجمهوریة الإسلامیة حیث قال سماحته: الأجهزة الاستخباراتیة فی جمیع أنحاء العالم تابعة لسیاسات الأنظمة الحاکمة على البلدان. کما أکّد سماحته على أنّ الإمام الخمینی حدّد إطار سیاسات نظام الجمهوریّة الإسلامیّة وأنّ هذا الإطار قد نشأ انطلاقاً من وصیّته وکلماته رضوان الله علیه وأردف قائلاً: فی هذا الإطار یکون القائد جزءاً من النظام وهو لیس النظام فی حدّ ذاته. وأکّد الإمام الخامنئی على أنّ أیّ تحزّبات فی وزارة الأمن تُعدّ ذنباً وأوضح سماحته: فی وزارة الأمن حزبٌ واحد هو حزب الثورة الإسلامیّة. وحثّ قائد الثورة الإسلامیّة کافّة أقسام وزارة الأمن بمطالعة وصیّة الإمام الخمینی وکلماته وتابع قائلاً: یجب أن تکون کافّة أقسام وهیکلیّة الوزارة على معرفة بأسس وأصول الثورة الإسلامیة بشکل کامل وأن تعمل بشکل ثوری ضمن هذا الإطار. کما أشار سماحته إلى موضوع "مکافحة الفساد" بقوله: یجب أن یؤخذ موضوع مکافحة الفساد على محمل الجدّ حتماً وأن یتمّ التصدّی لشرایینه الأساسیّة لأنّ الفساد یؤدّی إلى انهیار روحی ونفسی یُصیب الأفراد والمجتمع. واعتبر الإمام الخامنئی أنّ الفساد نابعٌ فی کثیر من الأحیان من روحیّة الجشع والأرستقراطیّة والبرجوازیة وأردف سماحته: إنّ تأکید إمامنا العظیم مرّات ومرّات على التزام المسؤولین سلوک ونمط عیش رجال الدین وامتلاک حیاة بسیطة وعادیّة یعود إلى هذا السّبب. وأضاف قائد الثورة الإسلامیّة: لا یُمکن أن یُخیّل للمسؤولین فی النظام الإسلامی أنّه ولکون المسؤولین فی سائر البلدان یتمتّعون بإمکانیّات متنوّعة فإنّ مثل هذه الأمور مباحة فی النظام الإسلامی. وشدّد سماحته: نحن فی الجمهوریّة الإسلامیّة نسعى لتحقیق حکومة نبیّ الإسلام (ص) وأمیر المؤمنین (ع) تحت اسم الإسلام، لذلک یجب أن تتمّ مکافحة روحیّة الأرستقراطیّة واتّباع الشهوات بشدّة.