الامام الخامنئی: لن نستمر بالاتفاق النووی من دون أخذ ضمانات نهائیة من الدول الأوروبیة الثلاثة

قال قائد الثورة الإسلامیة آیة الله العظمى الامام السید علی الخامنئی، الیوم الأربعاء، ان قضیة امریکا مع ایران لیست متعلقة بالطاقة النوویة بل تلک مجرد ذرائع، قبلنا الاتفاق النووی ولکن العداء الامریکی للجمهوریة الاسلامیة لم ینتهی.

و أفاد موقع الحج نقلا عن موقع قائد الثورة أنه بمناسبة أسبوع تکریم المعلم فی الجمهوریة الإسلامیة فی إیران التقى الإمام الخامنئی صباح الیوم الأربعاء حشداً من معلمی البلاد. وخلال هذا اللقاء خاطب سماحته الرئیس الأمریکی ترامب بقوله: إنک ترتکب الحماقات. کما أکّد سماحته أنّ الملف النووی ما هو إلا ذریعة تتذرع بها أمریکا لتمارس عداءها ضد الجمهوریة الإسلامیة وأنّه حتى لو قبلت الجمهوریة الإسلامیة بمناقشة تواجدها فی المنطقة وصواریخها فإنّ هذا العداء لن ینتهی وسوف یختلقون ذرائع أخرى لمتابعة عدائهم. وأشار قائد الثورة الإسلامیة خلال هذا اللقاء إلى کلمة الرئیس الأمریکی لیلة أمس وخروج أمریکا من الاتفاق النووی بقوله: سمعتم لیلة أمس تصریحات الرئیس الأمریکی السخیفة والواهیة. لربما تضمنت تصریحاته أکثر من عشرة أکاذیب. لقد هدّد النظام [الإسلامی فی إیران] وهدّد الشعب الإیرانی أیضاً بأنه سوف یفعل ویفعل. وأنا أردُّ علیه بالنیابة عن الشعب الإیرانی: یا سید ترامب، خسئت!. وتابع سماحته: لم یکن ما حدث؛ أی تصرّف الرّئیس الأمریکی المعیب والتّافه مخالفاً لتوقّعاتنا. لقد کان هذا النّوع من التصرّفات ملحوظاً أیضاً خلال فترة رئاسة الرّؤساء السابقین وکان یظهر فی کلّ فترة رئاسیّة على نحوٍ معیّن. وشدّد سماحته قائلاً: لقد صمد الشعب الإیرانی بقوّة ومات [الرؤساء الأمریکیون السابقون] وتحوّلت عظامهم إلى رمیم ولا تزال الجمهوریة الإسلامیّة باقیة. هذا السیّد سیُدفن أیضاً وسیکون جسده طعاماً للدیدان والأفاعی وسوف تبقى الجمهوریّة الإسلامیّة صامدة. وذکّر قائد الثورة الإسلامیّة قائلاً: لقد قلتُ منذ الیوم الأوّل بأن لا تثقوا بأمریکا؛ قلتُ ذلک فی الجلسات العامّة وفی الجلسات الخاصّة أیضاً. وأضاف الإمام الخامنئی: قلتُ لهم إذا أردتم عقد اتفاق فینبغی علیکم الحصول على الضمانات الضروریّة ولتعقدوا الاتفاق بعد ذلک. لقد کانت إحدى الشروط التی قلتها بأنّه یجب على الرّئیس الأمریکی أن یوقّع [على الاتفاق]. بذل المسؤولون الأفاضل جهوداً مضنیة ولکن، لم یستطیعوا تحقیق ذلک. وأردف سماحته قائلاً: مضى عامان ونصف ونحن ننفذ هذا الاتفاق ومن ثمّ یأتی هذا الرّجل الحقیر ویقول "إنّنی لا أعترف به". وحول استمرار إیران فی تنفیذ الاتفاق النووی بعد خروج أمریکا منه قال الإمام الخامنئی: یُقال بأنّنا سنواصل [الاتفاق النووی] مع ثلاثة بلدان أوروبیّة. لستُ واثقاً بهذه البلدان الثلاثة أیضاً؛ لا تثقوا بهم أنتم أیضاً. إذا أردتم عقد اتفاق، فلنحصل على ضمانات عملیّة وإلا فإنَّ هؤلاء سیقومون جمیعاً بما فعلته أمریکا. وخاطب سماحته مسؤولی الدولة مشیراً إلى شرط الاستمرار بالاتفاق النووی من دون وجود أمریکا ضمنه قائلاً: إذا استطعتم أخذ ضمانات فهذا أمرٌ جید، وأنا أستبعد ذلک. وإذا عجزتم عن أخذ ضمانات حتمیّة وحقیقیّة فلن یکون مقدوراً مواصلة تنفیذ الاتفاق. وواصل قائد الثورة الإسلامیّة کلامه قائلاً: یخضع مسؤولو البلاد لامتحانٍ کبیر: هل سیحفظون عزّة الشعب الإیرانی أو لا؟ یجب أن یتمّ تأمین عزّة ومصالح الشعب بالمعنى الحقیقی للکلمة. واستذکر الإمام الخامنئی خلال کلمته أیام بدایة الملف النووی الإیرانی حیث قال سماحته: حین بدأ الملف النووی قال بعض مسؤولی البلاد "لماذا تصرون على الاحتفاظ [والاستمرار بالملف النووی]، دعوه جانباً"... طبعاً کلامهم هذا کان کلاماً خاطئاً [بشکل کامل]، الملف النووی أمرٌ تحتاجه البلاد ووفقاً لما أعلنه الخبراء سوف تحتاج البلاد بعد عدة سنوات 20 ألف میجا واط من الطاقة الکهروذریة. وأردف سماحته: فی تلک الأیام کنا نقول أن قضیة أمریکا مع إیران لا علاقة لها بالطاقة النوویة وما الملف النووی سوى ذریعة "تتذرع بها"؛ کانوا یقولون لنا "لا، لیس الأمر بهذا الشکل". والآن شاهدتم کیف کان توقعنا صحیحاً. لقد قبلنا الاتفاق النووی ولکن العداء للجمهوریة الإسلامیة لم ینتهِ. وتابع قائد الثورة الإسلامیة کلمته بقوله: الیوم یطرحون قضیة تواجد الجمهوریة الإسلامیة فی المنطقة وقضیة الصواریخ؛ حتى إذا قبلنا هذه الأمور، فلن تنتهی القضیة، وسوف یبدأون [الحدیث] عن قضیة أخرى. وعلّل سماحته سبب عداء أمریکا للنظام الإسلامی فی إیران بکون الثورة الإسلامیة حجمت سلطة أمریکا وقطعت یدها عن البلاد حیث قال سماحته: إنّ سبب معارضة أمریکا للنظام الإسلامی فی إیران یتمثل بأنَّ أمریکا کان لدیها سلطة کاملة [على البلاد] وجاءت الثورة الإسلامیة وقطعت ید أمریکا [وأزالت هیمنتها]. ولفت قائد الثورة الإسلامیّة إلى نوایا الأمریکیین قائلاً: یرید الأمریکیون أن یرأس البلاد حکّامٌ یسلبونهم أموالهم وینفّذون الأوامر ویستطیعون تغییرهم متى ما شاؤوا ذلک. مثلما قاموا بخلع رضا خان وتعیین ابنه بدلاً عنه؛ کما أنّ هذه الحالة مشهودةٌ فی بلدان الخلیج الفارسی، وهم أشبه بعبدٍ ذلیلٍ لأمریکا. وذکّر الإمام الخامنئی برسالة ترامب إلى حُکَّام بلدان الخلیج الفارسی قائلاً: منذ بضعة أیّام أرسل ترامب رسالة إلى حُکّام بلدان الخلیج الفارسی وقد حصلنا على نسخة منها. کتب فیها بأنّنی أنفقت لأجلکم 7 تریلیون دولار وعلیکم بأن تقوموا بالأمر الفلانی. لقد أنفقت لتسیطر على سوریا والعراق؛ حسناً لقد عجزتَ عن ذلک، فلتذهب إلى الجحیم! وأشار سماحته إلى سیطرة أمریکا على بعض البلدان العربیّة قائلاً: [الرئیس الأمریکی] یقول "یجب" أن تقوموا بالعمل الفلانی؛ وهو یرید أن یُملی إرادته على الجمهوریّة الإسلامیّة أیضاً. الشعب الإیرانی شعبٌ مستقلٌ وعزیز. لقد سلب الحکام السابقون هذا الشعب عزّته وأذلّوا النّاس. وجاءت الآن الجمهوریة الإسلامیّة وجاءت الثورة ولا یستطیع الأمریکیّون تحمل ذلک. کما استحضر قائد الثورة الإسلامیة کلام بعض المسؤولین فی الداخل قائلاً: لقد کان البعض فی الداخل یقولون لماذا تصرّون على الوقوف بوجه أمریکا ... فلیصفح الله عن تقصیرهم.