لدى لقائه المشارکین فی مؤتمر «دور الشیعة فی تأسیس العلوم الإسلامیة وتطویرها»

الإمام الخامنئی: سبیل اجتناب إملاء الأعداء تعلیماتهم على رؤساء البلدان الإسلامیة هو بلوغ الأمة الاقتدار العلمی والحضاری

استقبل قائد الثورة الإسلامیة آیة الله العظمى الإمام السّیّد على الخامنئی المشارکین فی مؤتمر "دور الشّیعة فی ظهور وتوسّع العلوم الإسلامیة" الدّولی حیث شدد على ضرورة أن یعزز العالم الإسلامی من قدراته العلمیة لکی یستطیع الوقوف فی مواجهة الإملاءات الامریکیة.

و أفاد موقع الحج نقلا عن موقع قائد الثورة الاسلامیة أنه التقى الإمام الخامنئی صباح یوم السبت ١٢/٥/٢٠١٨ بالمشارکین فی المؤتمر الدولی «دور الشیعة فی تأسیس العلوم الإسلامیة وتطویرها» حیث اعتبر قائد الثورة الإسلامیة خلال اللقاء أنّ أهمّ ما یحتاج إلیه العالم الإسلامی الیوم هو "الوحدة والتلاحم" ویحتاج أیضاً إلى "تحرّکٍ حقیقی وجادّ فی سبیل التطویر العلمی فی مختلف المجالات العلمیّة". وفی معرض حدیثه حول الصحوة التی یشهدها الإسلامی فی الوقت الراهن شدّد الإمام الخامنئی قائلاً: یشهد العالم الإسلامی الیوم "صحوة" رغم بذل الغربیین مساعٍ من أجل إنکارها، هذه الصّحوة تمهّد الأرضیّة لتضاعف الانجذاب نحو الإسلام وتُبشّرُ بمستقبل أفضل. وتوجّه قائد الثورة الإسلامیة بالشکر إلى القائمین على هذا المؤتمر وسماحة آیة الله مکارم الشیرازی على وجه الخصوص ثمّ تابع سماحته قائلاً: إن أی تحرّک یؤدّی الیوم إلى زیادة تعرّف الفرق والجماعات الإسلامیة على بعضها البعض عملٌ حسَن وإنّ هذا المؤتمر من مصادیق السیر فی اتجاه وحدة الأمّة الإسلامیّة. وأشار الإمام الخامنئی إلى مساعی الأعداء القدیمة من أجل جعل المسلمین یصطدمون ببعضهم البعض قائلاً: فی ظلّ هذه الظروف سیسهم أیّ عمل یستدعی تعرّف المسلمین على نقاط قوّة بعضهم ویؤدّی إلى تآزرهم فی اتحاد وتلاحم الأمّة الإسلامیة. واستعرض قائد الثورة الإسلامیة دور الشیعة على مدى التاریخ فی تطویر العلوم الإسلامیة والطبیعیة قائلاً: یجب أن یتمّ تعریف الأمّة الإسلامیّة بهذه الإنجازات والخدمات القیّمة لأنّها ستکون مدعاة فخر وتؤدّی إلى التعاضد والتلاحم. وأکّد الإمام الخامنئی على أهمیّة الحرص بشکل جدّی على اجتناب أیّ تعکیرٍ لصفو والعلاقات بین الفرق الإسلامیة وخلق أی عتابٍ بینها وأردف قائلاً: إحدى القضایا بالغة الأهمیّة والضروریة فی الوقت الراهن للعالم الإسلامی هی قضیّة التطوّر العلمی والتحرّک الجدّی فی هذا المجال. واعتبر قائد الثورة الإسلامیة أنّ السبب الأساسی لرزوح العالم الإسلامی تحت وطأة السلطة هو التخلّف العلمی وتابع سماحته قائلاً: تمکّن العالم الغربی بعد قرون متمادیة من التخلّف العلمی ومع الاستفادة من التطور العلمی فی العالم الإسلامی من مضاعفة ثرواته وقدراته العلمیة، العسکریة، السیاسیة والدعائیة وتمکّن أخیراً من خلال الاستعمار من جعل حالة البلدان الإسلامیة کما هی علیه الآن. ولفت سماحته إلى فرض القوى الغربیة سیاسة الغطرسة على البلدان الإسلامیة وتبعیّة العدید من حکام هذه البلاد للجبابرة الدولیین وتابع قائلاً: یجب أن تتغیّر هذه الظروف بواسطة تحقیق البلدان الإسلامیة للتقدم وإنّ العالم الإسلام قادرٌ على بلوغ قمّة التحضّر البشری مرّةً أخرى. ورأى الإمام الخامنئی أن التحرّک فی مسار التطور العلمی هو مسؤولیة الحکومات الإسلامیة ونخبها وأردف قائلاً: یجب على نخب العالم الإسلامی تأسیس حرکة فکریة عظیمة ومطالبة عامّة من أجل التقدم العلمی وبلوغ قمم العلم والمعرفة. وضرب سماحته مثالاً الجمهوریة الإسلامیة وتحرکها فی مسار التطور العلمی کنموذجٍ ناجح وتابع قائلاً: بناءً على تقاریر المراکز العلمیة العالمیة فإنّ نسبة تسارع حرکة إیران العلمیة بلغت خلال الأعوام الماضیة ١٣ ضعف المتوسط العالمی. وفی هذا الخصوص واصل قائد الثورة الإسلامیة حدیثه قائلاً: سنتابع سیرنا حتى نبلغ قمم العلم والمعرفة وإنّ إیران خلافاً للغربیین مستعدّة لتزوید سائر البلدان الإسلامیة بإنجازاتها وأنواع التقدم العلمی. وأشار الإمام الخامنئی إلى أن التقدم فی العلوم الإسلامیة والعلوم الطبیعیة بات ضروریّاً وأردف قائلاً: إحدى المجالات التی یمکن للإسلام أن یکون لدیه فیها "کلامٌ جدید" فیما یخص مختلف القضایا البشریة هی مجال القضایا الفقهیة ویجب أن یُعمل بجدیّة أکبر وأن تُبذل المزید من الجهود فی هذا المجال. وأکّد سماحته على وجوب مضاعفة سرعة الحرکة العلمیة فی مجال الفلسفة والعلوم العقلیة قائلاً: لقد توسّع الغربیّون فی مجال الفلسفة حتّى بلغوا بها مختلف المجالات فیما یخصّ القضایا السیاسیة والاجتماعیة وعلینا نحن أیضاً أن نقوم بهذا الأمر لأن الفلسفة الإسلامیة أقوى، أکثر تجذّراً واستحکاماً من الفلسفة الغربیة. وتطرّق قائد الثورة الإسلامیة إلى تنامی الصحوة فی العالم الإسلامی وازدیاد نسبة الانجذاب نحو الإسلام فی العالم قائلاً: تراود الشباب فی العالم الیوم أسئلة متعدّدة یصبون إلى العثور على أجوبة لها ضمن إطار الإسلام، لذلک ینبغی أن تتسارع الحرکة العلمیة فی العالم الإسلامی وأن تبلغ الأمّة الإسلامیة مرّة أخرى ذروة اقتدارها العلمی والحضاری کی لا یستطیع أعداء الإسلام والأمریکیون إملاء التعلیمات على رؤساء البلدان الإسلامیة وممارسة سیاسة الأمر والنهی علیهم.