الإمام الخامنئی لدى لقائه برئیس وأعضاء مجلس الشورى

محاولات انتزاع أحد الموانئ من الشعب الیمنی المظلوم تدلُّ على خباثة ولؤم قوى الهیمنة

التقی قائد الثورة الإسلامیة صباح الیوم الأربعاء 20/6/2018م رئیس وأعضاء مجلس الشورى الإسلامی وخلال هذا اللقاء أشار سماحته إلى العداء والخُبث اللذان یمارسهما الأعداء ضدّ الإنسانیة جمعاء حیث لفت سماحته إلى معاناة المهاجرین فی أمریکا وإلى أحداث الحرب فی الیمن ومحاولة أعداء الشعب الیمنی السیطرة على میناء الحدیدة وحرمان هذا الشعب المظلوم آخر متنفسٍ له.

و أفاد موقع الحج أنه خلال هذا اللقاء دعا قائد الثورة الإسلامیة إلى مشاهدة ومعرفة من هم الأعداء الذین یعادون الشعب الإیرانی وأی خباثة یمارسونها ضده مؤکداً أن هذه الخباثة لیست ضدَّ الشعب الإیرانی فحسب بل هی ضدَّ الإنسانیة جمعاء. وضرب سماحته مثالین على هذا العداء وهذه الخباثة المعادیة للإنسانیة حیث قال سماحته: فصل آلاف الأطفال عن أمهاتهم فی أمریکا، جریمةٌ فظیعة للغایة. لا طاقة للإنسان على رؤیة بکاء هؤلاء الأطفال على التلفزیون حتى. کیف بإمکان هؤلاء - تنفیذاً لسیاسة معینة - أن یقترفوا مثل هذه الجریمة وأن یُبعدوا أطفالاً عن أمهاتهم؟ وأضاف الإمام الخامنئی: تقف بعض الدول الکبرى فی وجه الشعب الیمنی فی البحر لکی تسلبهم میناءً یُعتبر متنفساً لهذا الشعب المظلوم. إنهم یقتلون الأبریاء من دون أی ورع. إنهم مخلوقات ظالمة فی أصلهم. هذه الدول تقوم بما تقوم به مع الجمهوریة الإسلامیة بسبب مطالبة الجمهوریة الإسلامیة بالعدالة ودعوتها للإسلام وللدفاع عن المظلوم. وأردف سماحته: هؤلاء المجرمون شَمِر هذا الزمان وکما جاء فی النص القرآنی لا عهد ولا موثق لهم والشعب الإیرانی یشاهد الیوم هذه الحقیقة بکل وضوح. وفی وصفه أعداء الشعب الإیرانی قال الإمام الخامنئی: أعداء الشعب الإیرانی جشعون ومتعسفون بالمعنى الحقیقی للکلمة. ومن الواضح والبدیهی أن النظام والشعب والمسؤولین فی إیران لن یرضخوا لأی متعسف وجشع على الإطلاق. کما تناول قائد الثورة الإسلامیة فی کلمته عمل مجلس الشورى الإسلامی حیث أکد سماحته على أهمیة أن لا تکون مشاریع القوانین المقترحة مخالفة لمصالح البلاد بقوله: یجب أن لا تکون مشاریع القوانین المقترحة مخالفة لمصالح البلاد. طبعاً هذا الأمر لا یتم فی مجلس الشورى بشکل متعمد. وفیما یتعلق بالمعاهدات الدولیة قال الإمام الخامنئی: المعاهدات الدولیة تُنجز وتعدُّ فی أماکن معینة. الدول الأعضاء فی هذه المعاهدات لا تأثیر لها فی إیجاد هذه المعاهدات. وأردف سماحته: القوى الکبرى تُعدُّ هذه المعاهدات بناءً على مصالحها، بقیة الحکومات تنضم إلى هذه المعاهدات إما تأییداً لهذه الدول أو خوفاً منها. عقب ذلک إذا وجدت حکومة مستقلة مثل حکومة الجمهوریة الإسلامیة لم تقبل بهذه المعاهدة، یهجم الجمیع علیها ویقولون یا سیدی 150 دولة قبلت بهذه المعاهدة لماذا لا تقبلون أنتم بها؟ وتابع سماحته: تضمُّ بعض هذه المعاهدات مواد ونقاط مفیدة؛ لا ضیر فی هذه المعاهدات. کما رأى الإمام الخامنئی أن سبیل حل هذه القضیة یکمن فی أن یضع مجلس الشورى القوانین المنظمة لمختلف القضایا، کقانون مکافحة غسیل الأموال وقانون محاربة الإرهاب. واستطرد سماحته فی بحث قضیة المعاهدات الدولیة قائلاً: لا یوجد ما یوجب علینا - إرضاءً لهذه القوى - أن نقبل بأشیاء لا ندری أین یؤول مصیرها أو نعلم أنَّ فیها الکثیر من المشاکل. وذکّر قائد الثورة الإسلامیة بجملة الإمام الخمینی رحمه الله فی وصف مجلس الشورى الإسلامی بأنه عصارة جمیع فضائل الشعب حیث قال سماحته: الإمام الخمینی قال «مجلس الشورى عصارة [خلاصة] جمیع فضائل الشعب». لاحظوا، لم یقل [رضوان الله علیه] خلاصة جمیع خصال الشعب. وأکد الإمام الخامنئی: یجب أن لا یکون مجلس الشورى نموذجاً لـ «التردد»، «استصغار الذات»، «الیأس»، «فقدان الأمل» و «عدم الالتفات لقضایا البلاد». یجب أن تکون نظرة مجلس الشورى لقدرات وطاقات البلاد نظرة یائسة. وتابع سماحته: طالما کان هذا الشعب عبر التاریخ نموذجاً للإیمان وللعلم وللثقة بالنفس والاعتزاز بما یملک ونموذجاً للصمود والثبات. طبعاً وللأسف مطالعة التاریخ قلیلة فی أوساط شبابنا. وأردف الإمام الخامنئی: عندما هاجم السلاجقة ایران لم یُهضموا ویذوبوا فی الحضارة الإیرانیة فحسب، بل تحولوا – مضطرین - إلى مبلغین ومروجین للثقافة الإیرانیة. والمغول أیضاً لم یستطیعوا أن یفرضوا علیها ثقافتهم وحضارتهم وما یریدون. وفی مرحلتنا هذه أیضاً التی یمارس فیها الأعداء منذ أربعین عاماً أقسى وأشد أنواع العداء ضدَّ الشعب الإیرانی قام هؤلاء الأعداء بکل ما یستطیعون فعله من حرب وحظر وعقوبات الاقتصادیة ومؤامرات أمنیة. کما دعا سماحته إلى مقارنة حاضر الشعب الإیرانی بما کان علیه قبل الثورة بقوله: قارنوا الیوم هذا الشعب بما کان علیه قبل الثورة؛ قوة وعظمة هذا الشعب، تقدم وعلم هذا الشعب، تواجد هذا الشعب فی المیادین الدولیة. وخاطب قائد الثورة الإسلامیة أعضاء مجلس الشورى قائلاً: أنتم عصارة وخلاصة فضائل هذا الشعب، فأدرکوا ما یجب علیکم القیام به. المصدر: موقع قائد الثورة الاسلامیة