نظام الجمهوریة الإسلامیة لیس شیئاً سوى الشعب الإیرانی

الإمام الخامنئی: خطة الأعداء الرامیة إلى إیجاد شرخ بین النظام والشعب ستبوء بالفشل

شامخ واثق غیر آبه بکل الضجیج الذی تثیره أمیرکا خرج قائد الثورة الأسلامیة خلال مراسم تخرج دفعة جدیدة من ضباط حرس الثورة الاسلامیة موجها خطابه للشعب الإیرانی، متجاهلا الغرب برأسیه الأمیرکی والأوروبی، لیرسم الخطوطة العریضة لمواجهة الهجمة الامیرکیة المستعرة ضد ایران.

و أفاد موقع الحج أنه بحضور القائد العام للجیش والقوات المسلحة فی الجمهوریة الإسلامیة الإمام السید علی الخامنئی أقیمت صباح الیوم السبت 30/6/2018م فی جامعة الإمام الحسین (ع) العسکریة مراسم تخریج دفعة جدیدة من ضباط الحرس الثوری. وبعد استعراضه القوات الحاضرة فی ساحة العرض ألقى الإمام الخامنئی کلمةً أکّد خلالها على قدرة وقوة الجمهوریة الإسلامیة النابعة من قوة شعبها، ورأى سماحته فی التحالفات التی تقیمها أمریکا مع بعض البلدان المخزیة فی المنطقة دلیلاً على قوة وعظمة الجمهوریة الإسلامیة التی لم تستطع أمریکا التغلب علیها. وانتقد سماحته السیاسة التی تنتهجها بعض بلدان المنطقة بقوله: الاقتدار الوطنی لا یعنی أن تبذلوا أموالکم لبلدٍ من البلدان وتشتروا بها أسلحة؛ هذه حماقة. الاقتدار الوطنی لا یعنی أن تأتی دولة من أقصى نقاط العالم وتبنی قواعد لها فی أحد البلدان وتشرب دماء شعب هذا البلد من أجل الحفاظ على قوة الأسرة الحاکمة. هذا لیس اقتداراً هذه ذلة؛ الاقتدار ینبع من قلب الشعب. ورأى قائد الثورة الإسلامیة فی تقدُّم الشعب الإیرانی وعدم قدرة أمریکا على ارتکاب أیة حماقة تجاه هذا التقدم دلیلاً واضحاً على اقتدار وقوة هذا الشعب وأضاف سماحته: لو لم یکن الشعب الإیرانی شعباً مقتدراً وقویاً لکان بمستطاع عُشر الجهود التی بذلها الأعداء سلب الشعب هذا النظام المحبوب. کما تناول الإمام الخامنئی التحالفات التی تشکلها أمریکا فی المنطقة معتبراً إیاها دلیلاً آخر على قوة إیران حیث قال سماحته: التحالفات التی شکّلتها أمریکا فی المنطقة دلیلٌ آخر على قوة إیران؛ لم یکن هناک داعٍ لأن تتحالف أمریکا مع البلدان المخزیة فی المنطقة من أجل إحداث أعمال شغب فی إیران وزعزعة الاستقرار فیها لو أنها کانت تملک قدرة التغلب على الجمهوریة الإسلامیة. وأردف سماحته: یقول البعض بأنکم تبالغون فی وصف قوّة الشعب الإیرانی، علینا أن نقول ردّاً على هؤلاء بأنَّ هذه لیست مبالغة بل هی عین الحقیقة. إنّ أعظم دلیل على قوّة الشعب الإیرانی هو أنَّ أکثر قوى العالم دمویّة وانعداماً للرّحمة أی أمریکا، لم توفّر جهداً ولا خبثاً من أجل مواجهة الشعب الإیرانی خلال الأعوام الأربعین الماضیة لکنّها عجزت عن ارتکاب أیة حماقة وعلى العکس فقد تطوّر الشعب الإیرانی. کما استعرض قائد الثورة الإسلامیة خطة أعداء الجمهوریة الإسلامیة حالیاً بقوله: بعد أن یئس من الأسالیب الأخرى تتلخّص خطّة العدو الیوم فی إحداث شرخٍ بین الشعب والنظام؛ لکنّهم یرتکبون حماقة، هم لا یعلمون أنَّ هذا النظام لیس شیئاً سوى الشّعب. طبعاً لقد بذل الرّؤساء الأمریکیون الست الذین سبقوا الرئیس الحالی هذا النوع من المساعی أیضاً وخرجوا من المیدان دون أن یبلغوا مآربهم الشیطانیة. واعتبر الإمام الخامنئی الضغوط الاقتصادیة التی یفرضها الأعداء على الجمهوریة الإسلامیة محاولةً منهم لفصل الشعب الإیرانی عن النظام الإسلامی مؤکداً "إننا بحول الله وقوته سنوثّق ارتباطنا بالشعب وسنحافظ على تلاحمنا المُحبطِ للعدو". وفی جزء آخر من کلمته أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى ثلاثة تیارات داخلیة عارضت الثورة الإسلامیة منذ الیوم الأول لانتصارها حیث قال سماحته: منذ الیوم الأول لانتصار الثورة الإسلامیة وقف فی وجهها ثلاثة تیارات داخلیة؛ أحدها التیار المُسمى التیار اللیبرالی وهو التیار ذو المیول والتوجهات الغربیة والأمریکیة، والتیار الشیوعی المُسلح والذی لا یتورع عن القیام بأی عمل، وتیار المنافقین الذین کانوا یُظهرون الإسلام ویُبطنون الخباثة والکفر وانعدام الهویة والذین کانوا على استعداد للقتال تحت لواء صدام سیئ السمعة [فی یوم من الأیام] والیوم هم منهمکون بتقدیم الخدمات الجاسوسیة للحکومات الأجنبیة أمثال فرنسا وبریطانیا وأمریکا. واستطرد سماحته بقوله: هذه التیارات الثلاثة جمیعها غُلبت وهزمت على ید الثورة الإسلامیة. وأردف الإمام الخامنئی: سوف تجبر الجمهوریة الإسلامیة وبمساعدة الشعب جمیع هؤلاء الأعداء الخارجیین والداخلیین على التراجع. ورأى سماحته فی الصبر والتقوى عاملین یؤدیان إلى فشل وعجز الأعداء عن ارتکاب أیة حماقة فی مواجهتها للشعب الإیرانی حیث قال سماحته: الصبر والتقوى یؤدیان إلى أن یعجز الأعداء المعاندون -على الرغم من کلِّ ما دبّروه من مکائد- عن ارتکاب أیّ حماقة فی مواجهتکم. وعرّف سماحته الصبر بقوله: الصبر یعنی الثبات فی المیدان، وعدم ترک الساحة ویعنی أیضاً التطلّع إلى الأهداف بعیدة المدى. وخاطب الإمام الخامنئی الشعب بکل أطیافه ومسؤولی ومدراء البلاد بقوله: متى ما صمدتم فإنّ الأجیال الآتیة ستبلغ القمّة؛ سیبلغون هم القمّة لکنّ الصمود والفخر عائدٌ إلیکم. الثورة متجذّرة وذات مستقبل شرط التحلّی بالصبر والتقوى. إذا ما تحلّیتم أنتم أیها الشباب الأعزّاء وتحلّى مسؤولو النظام وآحاد النّاس بالصّبر والتّقوى فإنّ العدوّ سیعجز عن إلحاق أیّ أذى بکم. وضمن تأکیده على أنّ الأعداء سوف یستمرون فی أعمالهم العدائیة والمؤذیة ما استطاعوا إلى ذلک سبیلا أوضح سماحته: کونوا على ثقة إذا تمّت متابعة مسیرة الصبر والتقوى المشفوعة بالیقظة والتدبیر والانسجام الوطنی بقوة وعزیمة، کونوا على ثقة أنّ أعمالهم المؤذیة هذه لن تصل إلى أیة نتیجة. کما انتقد قائد الثورة الإسلامیة دعوة البعض للاستسلام أمام الأعداء وتصویر ذلک حلاً لمشکلات البلاد وأضاف سماحته: تکلفة الاستسلام تفوق بأضعاف تکلفة المقاومة والصمود، کما أنّ فوائد وانجازات الصمود تفوق بأضعاف ما سیعود به الاستسلام. وأردف الإمام الخامنئی: الاستسلام أمام العدو المعاند والحاقد لن یُثمر سوى انعدام الهویة والسحق تحت أقدامه. وأشار سماحته إلى القانون الإلهی الذی لا یتخلَّف بقوله: إذا لم تضعفوا ولم تستسلموا أمام العدو، فإنَّ الله تعالى لن یُضیع صبرکم وجهادکم وسوف یولیکم أجرکم کاملاً. وکان الإمام الخامنئی قد استهلَّ زیارته لجامعة الإمام الحسین (ع) العسکریة بزیارة أضرحة الشهداء مجهولی الهویة وقراءة سورة الفاتحة المبارکة على أرواحهم الطاهرة، کما قام سماحته عقب استعراضه القوات الموجودة فی ساحة العرض بتفقُّد جرحى الدفاع المقدس وعوائل الشهداء الذین حضروا هذه المراسم. المصدر : الموقع الالکترونی لقائد الثورة الاسلامیة