نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
بعثه مقام معظم رهبری در گپ بعثه مقام معظم رهبری در سروش بعثه مقام معظم رهبری در بله
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها
نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها

نداء قائد الثورة الاسلامیة بمناسبة حلول موسم حج ١٤٤٢ / المنطقة الإسلامیة برمتها ساحة للمقاومة ضد غطرسة أمریکا وحلفائها

تبر قائد الثورة الإسلامیة آیة الله السید علی الخامنئی فی ندائه بمناسبة أیام الحج، إستمرار شوق القلوب المتحمسة للحضور فی ضیافة بیت الله، بأنه اختبار عابر مشددا على ضرورة عدم التقلیل من رسائل الحج، معتبراً المقاومة ضد القوى المعتدیة، وخاصة أمریکا من ضمن هذه الرسائل الرفیعة.

وجّه قائد الثورة الإسلامیة المعظم سماحة آیة الله الإمام «السید علی الخامنئی» نداءً للأمة الإسلامیة بمناسبة حلول موسم الحج (لعام ١٤٤٢ هـ.ق.) اعتبر فیه إستمرار شوق القلوب المتحمسة للحضور فی ضیافة بیت الله، بأنه اختبار عابر، مشدداً على ضرورة عدم التقلیل من رسائل الحج، معتبراً المقاومة ضد القوى المعتدیة، وخاصة أمریکا من ضمن هذه الرسائل الرفیعة.


وفی إشارة إلى مشاکل ومآسی العالم الإسلامی، وصف سماحته صعود عناصر المقاومة والصحوة ، خاصة فی فلسطین والیمن والعراق بأنها من الحقائق الباعثة على الأمل للمنطقة الإسلامیة، مؤکدا بالقول: الوعد الإلهی الصادق هو نصرة المجاهدین، وأول آثار هذا الجهاد، صد أمریکا وباقی المتغطرسین عن التدخل والممارسات الشریرة فی البلدان الإسلامیة.


وفیما یلی نص نداء قائد الثورة الإسلامیة المعظم للشعوب المسلمة بمناسبة حلول موسم الحج (لعام ١٤٤٢ هـ.ق./ ۱۴۰۰ هـ.ش./ 2021 م.) :


   


بسم الله الرحمن الرحیم


والحمد لله رب العالمین، وصلى الله على محمد وآله الطاهرین وصحبه المنتجبین ومن تبعهم بإحسان إلى یوم الدین


أیها الأخوة المسلمون.. أیتها الأخوات المسلمات فی أنحاء العالم.


فی هذا العام أیضًا حُرمت الأمة الإسلامیة من نعمة الحج الکبرى، والقلوب المشتاقة، فقدت بحسرة وأسف ضیافة أقامها للناس الربّ الحکیم الرحیم.


هذه هی السنة الثانیة التی تبدّل فیها موسم الحج بما فیه من بهجة وسرور معنویان إلى موسم حسرة وفراق، إذ إن بلاء الجائحة، ولربّما بلاء السیاسات الحاکمة على أرض الحرمین الشریفین، قد حرم أعین المؤمنین التوّاقة من أن تشاهد رمز الوحدة للأمة الإسلامیة وعظمتها ومعنویتها، وغطى هذه القمة العظیمة الشامخة بالضباب والغبار.


هذا اختبار مثل غیره من الاختبارات العابرة فی تاریخ أمتنا الإسلامیة، وربّما یُسفر عن غد مشرق بإذن الله تعالى.


من المهم أن یبقى الحج فی تکوینه الحقیقی حیًا فی قلب کل مسلم وروحه، وإن غاب موقتًا فی إطاره المناسکی، فإن رسالته السامیة ینبغی أن لا تفقد بریقها.


الحج عبادة ملیئة بالرموز والأسرار، وترکیبته الرائعة من حرکة وسکون تبلور هویة الفرد المسلم والمجتمع المسلم، وتعرض أمام أعین العالم ما فیه من روعة وجمال. إنه من جهة یرتقی بقلوب العباد إلى عروج معنوی بالذکر والتضرّع والخشوع، فیقرّبهم من الله سبحانه، وهو من جهة أخرى وبما یفرضه من ملبس موحّد ومسیرة موحّدة وحرکات متناسقة یوثّق الارتباط بین الإخوة القادمین من کل أنحاء العالم، ویعرض من جهة ثالثة بمناسکه المفعمة بالمعانی والأسرار أسمى رموز الأمة الإسلامیة أمام أنظار العالم، کما یبین عزم الأمة وعظمتها أمام من لا یضمرون خیرًا لها.


لم یعد حج بیت الله الحرام متاحًا هذا العام، لکن المتاح هو التوجه نحو ربّ البیت والذکر والخشوع والتضرّع والاستغفار. إنّ الحضور فی عرفات لیس میسّرًا، لکن الدعاء والمناجاة التی تعمّق المعرفة فی یوم عرفة میسّرة للجمیع. رمی الشیطان فی منى غیر ممکن، ولکن التصدی لشیاطین الهیمنة وطردهم ممکن فی کل مکان. الحضور الموحّد بالأجساد حول الکعبة غیر متاح، لکن الحضور الموحّد للقلوب حول الآیات النیّرة للقرآن الکریم والاعتصام بحبل الله واجب دائم ومستمر.


نحن أتباع الرسالة الإسلامیة بما نمتلکه من نسبة کبیرة من سکان العالم، وأصقاع مترامیة، وثروات طبیعیة طائلة، وشعوب حیة ومستیقظة نستطیع أن نرسم المستقبل بهذا الکم الهائل من الرصید والإمکانات. الشعوب المسلمة فی الأعوام المائة والخمسین الأخیرة لم یکن لها دور فی مصیر بلدانها وحکوماتها وکانت تُدار تمامًا بسیاسات البلدان المعتدیة الغربیة، وتعبث بها أطماع هذه البلدان وتدخلها وشرورها ما عدا بعض الاستثناءات المحدودة. إن التخلف العلمی والتبعیة السیاسیة التی نراها الیوم فی کثیر من البلدان هی حصیلة ذلک الضعف والانفعال.


إن شعوبنا، وشبابنا، وعلماءنا الدینیین والأکادیمیین، والمثقفین المدنیین والسیاسیین والأحزاب والجمعیات یتحملون جمیعهم مسؤولیة النهوض لیتلافوا ما اعترى ماضینا من صفحات مخجلة خالیة من أی افتخار، و«یقاوموا» تعنّت القوى الغربیة وتدخلها وشرورها.


إن البیت القصید فی خطاب الجمهوریة الإسلامیة والذی یثیر قلق عالم الاستکبار وغضبه هو الدعوة إلى المقاومة، وهی المقاومة بوجه تدخل أمریکا وشرورها، هی وغیرها من القوى المعتدیة، حتى یمسک العالم الإسلامی بیده زمام أمور مستقبله مستندًا إلى تعالیم الإسلام ومعارفه.


من الطبیعی أن أمریکا ومن لفّ لفّها یتحسّسون من عنوان «المقاومة» ولذلک یواجهون «جبهة المقاومة الإسلامیة» بأنواع العداء. وانسیاق بعض حکومات المنطقة مع هؤلاء هو واقع مرّ یساعد بدوره على استمرار تلک الشرور.


الصراط المستقیم الذی ترسمه مناسک الحج بما تنطوی علیه من طواف وسعی ووقوف فی عرفات ورمی الجمرات وشعائر وعظمة ووحدة، إنما هو التوکل على الله والتوجه نحو قدرته التی لا تزول والثقة الوطنیة بالذات والإیمان بالسعی والمجاهدة، والعزم الراسخ على الحرکة، والأمل الکبیر بالنصر.


وقانع الساحة فی المنطقة الإسلامیة تزید من هذا الأمل وتقوّی ذلک العزم. فمن جهة ما یعانی منه العالم الإسلامی من مصائب، والتخلف العلمی والتبعیة السیاسیة، والوضع الاقتصادی والاجتماعی المتردی، کله یضعنا أمام واجب کبیر ومجاهدة لا تعرف الکلل والملل. فلسطین المغتصبة تستنجدنا، والیمن المظلوم المضمّخ بالدماء یوجع قلوبنا، ومصائب أفغانستان تقلقنا جمیعًا، والحوادث المرة فی العراق وسوریا ولبنان وبعض البلدان الإسلامیة الأخرى حیث ید شرور أمریکا وبطانتها مشهودة فیها، تثیر غیرة الشباب وهمتهم.


ومن جهة أخرى، نهوض عناصر «المقاومة» فی هذه المنطقة الحساسة، ویقظة الشعوب، وهمّة جیل الشباب المفعم بالنشاط، یغمر القلوب بالأمل؛ فلسطین فی کل ربوعها تسلّ «سیف القدس» من غمده؛ القدس وغزّة والضفة الغربیة وأراضی 48 والمخیمات تنهض بأجمعها، وخلال اثنی عشر یومًا تمرّغ أنف المعتدی بالتراب؛ الیمن المحاصر والوحید یتحمل سبع سنین من الحرب والإجرام وقتل المظلومین على ید عدوّ شرور وقسیّ القلب، ومع وجود قحط الغذاء والدواء وإمکانات الحیاة، لا یستسلم للظالمین، بل یجعلهم مذعورین بما یبدیه من اقتدار وابتکار؛ وفی العراق تدحر عناصر «المقاومة» بلغة صریحة واضحة أمریکا المحتلة وعمیلها داعش وتبدی عزمها الراسخ دون تلکّؤ لمواجهة أی نوع من التدخل والشرور من قبل أمریکا ومن لفّ لفها.


إن المحاولات الإعلامیة الامریکیة لتحریف ما یبدیه الشباب الغیارى وعناصر المقاومة من عزم وإرادة ونشاط فی العراق وسوریا ولبنان وبلدان أخرى، ومحاولة نسبة کل ذلک إلى إیران أو أیة جهة أخرى، هی إهانة للشباب الشجاع الیقظ، وهی تدلّ على ضعف الأمریکیین فی فهمهم ودرکهم لشعوب هذه المنطقة.


هذا الفهم الخاطئ نفسه أدى إلى تحقیر أمریکا فی أفغانستان، إذ بعد الضجیج الذی أثارته لدى دخولها فی هذا البلد قبل عشرین عامًا، وبعد أن شَهَرت السلاح وألقت القنابل وأضرمت النیران أمام الشعب الأعزل من المدنیین أحسّت أنها غرقت فی مستنقع وأن علیها أن تخرج منه بقواتها وأجهزتها العسکریة. طبعًا على الشعب الأفغانی الیقظ أن یراقب الأجهزة الاستخباراتیة وأسلحة الحرب الناعمة الأمریکیة فی بلده ویتصدى لها بوعی.


إن شعوب المنطقة أثبتت أنها یقظة وواعیة وأنّ توجهها ومسیرها یفترق عن بعض الحکومات التی دفعها السعی لإرضاء أمریکا إلى أن ترضخ لإرادتها تجاه قضیة فلسطین الحیاتیة؛ الحکومات التی تتزلف للکیان الغاصب الصهیونی سرًا وعلانیة إنما هی تتنکر لحق الشعب الفلسطینی فی وطنه التاریخی، وهذا یعنی سرقة الحق الفلسطینی. إن هؤلاء لم یکتفوا بنهب الموارد الطبیعیة لبلدانهم، فاتجهوا الآن إلى الإغارة وعلى ثروات الشعب الفلسطینی.


أیها الإخوة والأخوات!


منطقتنا وحوادثها المتنوعة المتسارعة مسرح فیه الصبر والدروس. فیه الاقتدار الذی تخلقه المجاهدة والمقاومة بوجه المعتدی المتغطرس وفیه من جهة أخرى الذلة الناتجة عن التسلیم وإظهار الضعف وتحمّل ما یفرضه المعتدی.


إن الوعد الإلهی الصادق یقضی بنصرة المجاهدین فی سبیل الله: ) إِن تَنصُرُوا اللَّهَ یَنصُرْکُمْ وَیُثَبِّتْ أَقْدَامَکُمْ ( وأول أثر لهذه المجاهدات غلق الأبواب أمام أمریکا وغیرها من المتعنتین الدولیین ومنعهم من التدخل وإثارة الشرور فی البلدان الإسلامیة إن شاء الله تعالى.


سلامًا وتحیة لحضرة بقیة الله أرواحنا فداه، وأسأل الله سبحانه أن یمنّ بالنصر على شعوبنا الإسلامیة وأن یرفع درجات الإمام الخمینی العظیم والشهداء الأبرار.


والسلام على عباد الله الصالحین


السید علی الخامنئی
۶ ذی الحجة ١٤٤٢ هجریة قمریة
۲۶ تیر ۱۴۰۰ هجریة شمسیة
17 تموز 2021م


| شناسه مطلب: 107532




عربی



نظرات کاربران